تمغربيت:
يظهر أن “فدرالية تندوف”، التي لم يكن لها وجود قبل الاستعمار الإسباني للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ولا بعده.. أصبحت تشكل عبئا على الجزائر، ولم تعد تهتم بها تلك الحفنة من الخونة والانفصاليين الذين يدعون أنهم مغاربة. هذا الأمر ظهر جليا هذا العام خلال ما أطلق عليه “الجامعة الصيفية لأطر البوليساريو في بومرداس”.. التي أطلقتها منذ سنة 2009 “اللجنة الجزائرية للتضامن مع ما يسمى(الشعب الصحراوي)”.. حيث لوحظ غياب الجزائريون والانفصاليون على السواء.
هذه السنة، وبشكل استثنائي لكنه طبيعي.. لم يحضر الجزائريون والانفصاليون ولا حتى المسؤولون العسكريون، لا الجلسة الافتتاحية ولا الجلسة الختامية، للجامعة المذكورة، والتي نظمت بولاية بومرداس بالجزائر.. كما لم يحضر والي بومرداس الجلسة الختامية لها.. وغاب عنها كبار قادة الأحزاب الجزائريين.. بل لم يحضرها حتى الصحراويون الانفصاليون بالمغرب أمثال أميناتو حيدر أو سالم التامك إلخ.
وبالتالي ظهر إبراهيم غالي، بمفرده لإلقاء خطابه المملوء بالتراهات والتهديد والوعيد الموجه ضد المغرب. في شكل يبعث على الأسى والاستهزاء لما وصلت إليه الأمور خلف الجدار الرملي. وكأن لسان الحال يقول أن “الكضية” تموت وتغرق.. ولا داعي لصرف الأموال الطائلة على نزاع لم يعد يهتم له الإعلام العالمي، أمام اكتساح ديبلوماسي وسياسي مغربي تام على جميع الأصعدة..
على الجانب الآخر، تدرس كل من الرباط ومدريد ترتيبات ما بعد انتهاء بروتوكول الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي.. على أمل إيجاد حلول عملية تتخطى بعض القواعد مثل استعمال القوارب المغربية لفائدة الصيادين الإسبان مرفوعة عليها الرايات المغربية.. لتتمكن من الصيد في المياه قبالة الأقاليم الجنوبية للمملكة تحت العلم المغربي..
هذا الأمر أثار الفزع والقلق والجنون من جهة عصابة البوليساريو الإرهابية.. والتي لم تعد إسبانيا تعيرها أي اهتمام، رغم أن أحدهم نهق قائلا “هذه المناورات تهدف إلى إبرام اتفاقيات من خلال تدخل وزارة الفلاحة والصيد البحري، وكذلك بعض السلطات في قطاع الصيد البحري المغربي”.. وأن “هذه الاتفاقيات تضم شركات إسبانية ومغربية تعمل تحت العلم المغربي في المياه الصحراوية”، حسب ادعائه.
العصابة الانفصالية أصبحت، إذا، منبوذة حتى من قِبل انفصاليي الداخل الخونة.. كما هو الحال بالنسبة للأحزاب والمسؤولين الجزائريين،.. وبقي غالي لوحده يصرخ ويندب في محاولاته لطحن الهواء، دون بروز أية آفاق لهذا التنظيم المصطنع حيث لم يعد لوجوده أي معنى أمام اعتراف كبريات الدول العظمى بمغربية الصحراء، وهو ما يبشر بقرب الطي النهائي لهذا الملف الذي عمر أكثر مما يجب.