تمغربيت:
المملكة المغربية الشريفة.. اسم يحمل بين حروفه ملاحم وحروب ومعارك طاحنة، كتبت بحروف من ذهب، وسطر بطولاتها أجدادنا.. وهو ما جعل لاسم المغرب خصوصية وبصمة استقلالية ميزتنا عن باقي الأمم الأخرى.
هو شعب تجري “تمغربيت” في عروقه، شعب يحيى ويتنفس تربة الشرفاء.. وحافظٌ لحكمة أجداده بأن هذه الأرض أمانة في أعناقنا ولن نفرط في شبر منها.
قسم استرجاع الأندلس
بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس، وطرد المغاربة من طرف الملكة الإسبانية المتعصبة.. وهم في طريقهم نحو أرض المغرب.. ومارسوا عليهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل.. أقسم أجدادنا على استرجاعها وهم يرددون تلك الكلمات التي سبق أن شرحناها في مقالة سابقة، بعدما اكتشفنا معناها العميق، والذي كان أبعد مما تخيلنا “ديك إشبيلية حتى نوليو ليها”.. وهو ما اعتبره المغاربة قسم الأجداد والعودة إلى الأندلس.
ورغم ان المغاربة تشبعوا بمبادئ الدولة الوطنية إلا أن ذلك القسم كان يعكس الارتباط بالأرض والتاريخ.. وهو الارتباط الذي لا يزال يميز المغاربة عن غيرهم.
قسم المسيرة الخضراء
مغاربة جمعهم خطاب من الملك الحسن الثاني رحمه الله.. “لم يبقى شعبي العزيز إلا شيء واحد، إننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه. علينا شعبي العزيز أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام لنلتحق بالصحراء لنحيي الرحم مع إخواننا في الصحراء”..
بعد هذا الخطاب لبت مئات الآلاف من الرجال والنساء، نداء أمير المؤمنين، واتجهوا نحو الصحراء حاملين كتاب الله، ليقوموا بتحريرها من نير المستعمر الإسباني.. والذي انسحب خوفاً من غضب المغاربة، ومن عقيدتهم التي يعرفها الإسبان أكثر من غيرهم.. لترفرف الراية المغربية من جديد فوق رمال الصحراء الذهبية، فهذا النصر خرج من عزيمة وشجاعة لن ننسها، فقد وضع الأجداد حياتهم على المحك، ليكرسوا جملة لطالما افتخرنا بها ورددناها مراراً و تكراراً، “المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها”.
قسم الصحراء الشرقية
بعد هذا النصر المجيد والعظيم على المستعمر الإسباني، وطي ملف الصحراء الغربية المغربية، سينتقل المغاربة إلى المطالبة بصحرائهم الشرقية.. هذا النزاع الذي خلقه الفرنسيون بالتواطئ مع أولئك الذين ظنناهم إخواننا..
هي جريمة أخرى كانت واءها فرنسا.. والتي اقتلعتها فرنسا عنوة لتقوم بتجاربها النووية، وسط رضى وتشجيع من النظام الجزائري العسكري الانقلابي، لمعرفة فرنسا أن العقلية الجزائرية المنبطحة والقابلة للذل، أهون بكثير من عقلية الشعب المغربي، الذي جمع بين قوة المرابطين وعنفوان الموحدين وهيبة المرينيين وبسالة السعديين ونخوة وحنكة العلويين، لتقدمها فرنسا فوق طبق من ذهب للنظام الجزائري، مقابل ضمان حصة الأسد من الثروات الموجودة فيها.. وليكون بذلك الجزائريين قد طعنوا في وعودهم للملك محمد الخامس رحمه الله، الذي أبى إلاّ أن يتفاهم على الحدود الشرقية مع من قيل عنهم إخواننا في تلك الفترة.
فيجب على النظام العسكري أن يعلم أننا قادمون لامحالة، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، والخطوة الأولى لم يتبقى لها إلاّ القليل، وهو أن تسير فرنسا في نفس طريق إسبانيا، وسترى كيف ستنقلب الأوضاع في غضون سنين معدودة.. هذا قسم وإنا له لحافظون بإذن الله