تمغربيت:
بقلم الأستاذ الكبير: الصديق معنينو
فجرَّ الرئيس الأمريكي «رونالد ترامب»، في نهاية دجنبر 2020، قنبلة إعلامية وسياسية حين أعلن عبر حسابه على «تويتر» اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.. وفورا تناقلت وسائل الإعلام الدولية هذا الخبر ودعت محللين ومختصين للتعليق عليه.
ميدان الكبار
كان من بين المحللين أستاذ جامعي مغربي يشتغل في واشنطن.. قال بنوع من التحفظ.. «إن الدبلوماسية العالمية لا تهتم بتويتر، لأن لها أصول، وما فعله «ترامب» لا أساس له ولا نتائج»..
بعد ذلك أصدر «ترامب» مرسوما رئاسيا جدد فيه الاعتراف وحوله إلى «قرار رئاسي دستوري».. فجاء صاحبنا هذه المرة ليؤكد «ترامب» انتهت مهمة ولايته.. وشعب أمريكا أسقطه ولم تعد له مصداقية.. المغاربة انخدعوا وهم غير قادرين على ضبط الأمور.. وعلى كل حال فالرئيس الديمقراطي سيقوم بإلغاء هذا المرسوم».
التوقيع على الاتفاق الثلاثي.. رصاصة الرحمة
وبعد التوقيع في الرباط على الاتفاقية الثلاثية، بين المغرب وإسرائيل وأمريكا، في إطار ما يعرف باتفاقية ابراهيم».. جدد مُحلّلنا رفضه المبادرة المغربية وتكهن بأن الإسرائيليين نجحوا في إعادة العلاقات دون أي مقابل. وأن أمريكا ستنسحب وأن المغرب سيجد نفسه في ورطة لأن دبلوماسيته غير قادرة على اللعب في ميدان الكبار».
وعندما تلقى السفير الأمريكي بالرباط الأمر بالتوقيع نيابة عن بلاده على الخريطة الكاملة للمغرب وإهدائها إلى جلالة الملك ظهر محللنا قائلا.. هذه مسرحية أمريكية لإلهاء المغاربة».
بايدن في البيت الأبيض
جاء بایدن وانتظر المحلل المغربي الخبيث الأيام والأسابيع، وألغى الرئيس الأمريكي الجديد عدداً كبيراً من القرارات الرئاسية السابقة، وها هو يستعد لحملة انتخابية لعهدة جديدة، دون أن تلغي أمريكا اعترافها بمغربية الصحراء.. لكن ذلك الحقود ظل في مرات عديدة يثير ملاحظات جانبية.. مرة يقول بأن وزارة الخارجية الأمريكية في بلاغ لها تحدثت عن الصحراء الغربية.. وأخرى نشرت خريطة غير كاملة للمملكة. وثالثة بأن الكونغريس رفض تنظيم مناورات الأسد الإفريقي فوق أقاليم الجنوب.. وبذلك يصل إلى خلاصة مفادها أن أمريكا.. «لم تعترف بمغربية الصحراء وأن إسرائيل تضع العراقيل.. مرفوقة بشروط تعجيزية لإغلاق موضوع الاعتراف»..
ماكيافيل
وتناسل خبث المحلل، سواء عندما دخلنا في مواجهة مفتوحة مع إسبانيا، حيث ساند الأطروحة الإسبانية ومؤامرة وزيرة خارجيتها.. كما ساند الجانب الألماني عندما قاطع المغرب سفارة برلين.. وكرر قائلا «..هذه ليست الأساليب الدبلوماسية.. هذا فقط رد فعل.. هي غضبة عنيفة، وهو يلوح بذلك إلى أن الملك محمد السادس غضب وقرر تحت وطأة التوتر، سحب السفيرتين المغربيتين المعتمدين في مدريد وبرلين.
وأضاف «لن يستطيع المغرب مواجهة أوروبا وسيجد نفسه مطوقاً ومحارباً من طرف سبعا وعشرين دولة.. إنها الخسارة التي لا تعوض»
فجأة أطلعنا القصر الملكي على رسالة رئيس الحكومة الإسبانية المعترفة بمغربية الصحراء ضمن اقتراح الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية.. ليسارع الخبيث إلى تأييد ما كانت تردده أنواع البروباغندا الجزائرية من أن الرئيس سانشيز يُمثل نفسه ولا يمثل الدولة الإسبانية وأن رسالته مبادرة شخصية».
الحاقد
غير أنه عندما ستُعلن ألمانيا عن فتح علاقات جديدة مع المغرب وتعترف هي الأخرى بالسيادة الوطنية على الصحراء، سيُخرج ورقة جديدة مفادها .. «أن كل هذه الاعترافات منحسرة في بعض الدول فقط وأنها لا تتمتع بأي وزن قانوني، وأنها تدخل في إطار المجاملات.. ». هكذا تأكد المتابعون على تلفزة الخارجية الفرنسية «فرانس 24» أن هذا الفاسد لم يستوعب أخطاءه المتلاحقة وتنبؤاته الفاشلة.
فجأة سيفتح النار بالقول، «ها هي إسرائيل تفرض شروطاً جديدة على الرباط، تعاملها بدون أي اعتبار وتود أن تصبح خاضعة لطموحاتها.. إن الرباط تجري بدون بوصلة وراء خيال متحرك في الصحراء..»
فرانس 24
وجاءت رسالة نتنياهو إلى جلالة الملك، واضحة صريحة لا لُبس فيها مما يؤكد أن حنكة الدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك توتي أكلها بثقة ونظرة مستقبلية متفائلة.. هذا الخبيث يبحث اليوم في «فرانس 24 عن ذرائع جديدة، لمهاجمة بلاده، والانضمام إلى الجوقة المبحوحة للانفصاليين وأسيادهم التائهين وسط خليط من الأوهام والأحلام.. ولاشك أن مدينة أبي الجعد المجاهدة لا ترضى أن يكون أحد المنتسبين إليها قد بلغ هذه الدرجة من الخبث والكراهية والانحطاط.