تمغربيت:
عجلت عقلية “القابلية للإستعمار”، التي تميّز بها الشعب الجزائري دون غيره، إلى سقوط مدينة الجزائر في يد العثمانيين، لتكون أول بلد عربي في إفريقيا يخضع للاحتلال العثماني سنة 1515.
لتبدأ معها معاناة شعب، مورست عليه جميع أنواع الذل والخنوع والإحتقار لأزيد من 3 قرون.. والذي لم ينعم بدولة قبلها قط، فمن الاحتلال الروماني، إلى الخلافة المغربية المجيدة، إلى الكابوس العثماني.. احتلال بدأ باستنجاد سليم التومي، بالإخوة باربروس لطرد الإسبان من الجزائر.. لينتهي الامر باحتلال مباشر دام ل 315 سنة.
في هذا السياق، وبعد دخول الأتراك إلى ما تسمى حاليا بالجزائر.. كانت لعروج بارباروس نوايا أخرى وأطماع في حكم هذه الإيالة. فقام باغتيال سليم التومي خنقا لتمهيد الطريق للسلطة.. مما سهل عليه اتخاذ قرارات كبرى كفرض الضرائب، وفرض اللغة التركية، وتهميش الأهالي من مناصب الحكم.. كما قاموا بهدم الكثير من الزوايا والمساجد، وإهمال الصحة، والتعليم ليعم الجهل والتخلف في المجتمع.
أدت هذه السياسة القمعية، إلى حدوث عدة ثورات نذكر منها ثورة أحمد بن القاضي سنة 1520، وثورة أحمد بن الصخري سنة 1622، وإبن الأحرش سنة 1803، وثورة عبد القادر الدرقاوي سنة 1804، والتيجاني سنة 1826 وغيرها الكثير.
ليكون هذا جزء بسيط من احتلال واحتقار العثمانيين لإيالة الجزائر، والذي دام لأكثر من 3 قرون. ومازال النظام الجزائري عاجز عن الخروج من التبعية التي يعيشها.. كما لايزال تائهاً في إيجاد الهوية ولم يستطيعوا كتابة تاريخ جديد يبدأ من الاستفتاء الذي منحت من خلاله فرنسا الحكم الذاتي للجزائر تحت السيادة الفرنسية.