تمغربيت:
تطرقنا في مقالة سابقة، كيف رد السلطان السعدي على رسالة السلطان العثماني سليمان القانوني.. وكيف خرج مرسوله مذعورا من جواب السلطان السعدي محمد الشيخ، وكيف رفض الدخول تحت مظلة العثمانيين.
من هو محمد الشيخ السعدي مرعب أعظم سلاطين الدولة العثمانية
هو اذا محمد الشيخ بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن مخلوف بن زيدان السعدي الحسني خليفة المسلمين في الغرب الإسلامي.. الذي تمسك، كسابقيه، باستقلالية المملكة المغربية الشريفة عن الحكم العثماني.. وهو الأمر الذي أقلق سليمان القانوني، وشعر بالخوف من صلابة السلطان السعدي رحمه الله، فاستشارة مقربيه، فاقترحوا عليه أن يقوم باغتياله، مستغلين بذلك صالح الكاهية أحد كبار عساكر السلطان السعدي، والذي استماله سليمان القانوني بالمال ليسهل أمر اغتيال خليفة المسلمين بالمغرب.
الجزائر.. مصدر الشر
على إثر ذلك خرج بعض الرجال الأتراك من إيالة الجزائر العثمانية، متجهين نحو المغرب على أساس أنهم تجار فارين من الظلم العثماني.. ليستقبلهم خليفة المسلمين محمد الشيخ السعدي، واعتنى بهم، وأظهروا له الولاء والطاعة.. وجعلهم من المقربين إلى أن نالوا ثقته الكاملة.
الغدر صفة ثابتة في سلوك الأتراك العثمانيين
وذات مرة رافقوه في رحلة استطلاعية ليلية لجبل درن، ودخلوا خيمته وهو نائم فقاموا باغتياله بطريقة بشعة وفصلوا رأسه عن جسده.. وذهبوا برأسه إلى القسطنطينية وعلقوه على باب المدينة، في مشهد يعكس أخلاق خليفتهم وسلطانهم سليمان القانوني.
إن طريقة الاغتيال تعكس الرعب الذي خلفته كلمات السلطان محمد الشيخ السعدي.. والتي أرهبت سليمان القانوني الذي لم يكن متعودا على كذا إجابات.. وهو الذي كان يرى جميع سكان إيالاته من المشرق إلى الجزائر بأنهم عبيد خاضعين وخانعين.. فلم يستطع سليمان القانون مواجهة محمد الشيخ السعدي بالسيف كالرجال واغتاله غدراً خوفا من النزال.