تمغربيت:
من هي الدولة النفطية.. المغرب أم الجزائر؟؟
دولتان متجاورتان تعرفان كل صيف كما هو الحال بالنسبة لدول حوض البحر المتوسط كلها، حرائق عديدة، فالأمر طبيعي جدا..
لكن الغير طبيعي هو أن البلد الأكثر غنى وبلد النفط والغاز والحديد والذهب والذي يصف نفسه بالقوة الضاربة(فالحيط).. هو الذي تتصدر الصحافة الإقليمية والدولية مآسيه، كل سنة، بخصوص الحرائق..
البلد هذا هي الجزائر.. هي من لا تتوفر لا على طائرات ولا إمكانيات ولا منظومة لمكافحة هذه الكوارث، التي تحدث كل سنة وتأتي على آلاف الهكتارات من الثروات الطبيعية والبشرية والحيوانية أيضا.. خاصة في إقليم القبايل المحتل.
الوعود الكاذبة والصفقات الوهمية
ويكتفي مسؤولوها إما بالوعود الكاذبة التي لم تعد تنطوي حتى على المواطن الجزائري البسيط.. أو بمواجهة مسؤوليها أحيانا بالصمت.. أو بمحاولة إلهاء الشعب بعدو وهمي على حدودها الغربية وتآمر إسرائيل والعالم ضدها وووو
في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا .. وفي المغرب أيضا الغير نفطي ولا غازي، تسجل وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من 5 إلى 6 حرائق كل يوم. ومع ذلك تمر أخبار الحرائق بهدوء تام.. فما أن تذاع أخبار حريق ما في جهة ما من المملكة، حتى يأتي بعده، وفي نفس اليوم أو اليوم الموالي، خبر إطفائه .. ويمر فصل الصيف هكذا، بينما الناس والسياح “مصيفين ومصطافين وناشطين” …
سر نجاح المغرب وفشل غيره..
والسر في هذا بسيط .. منه ما يتعلق بما هو سياسي وتشريعي بحيث أن الحكومات في المغرب يتم انتخابها بنزاهة وشفافية حسب ما يصبو إليه الناخب المغربي؛ فيتم انتخاب الأصلح من الأحزاب والبرامج ومعاقبة الفاشل من الأحزاب والبرامج أيضا، الأمر الذي يقوم به المواطن المغربي مع جميع الأحزاب وجميع التيارات.. لهذا تحاول كل حكومة ترشيح أفضل كوادرها لتحمل مسؤولية الاستوزار من أجل تحقيق أفضل النتائج وبالتالي إرضاء الناخب المغربي ..
والسر في هذا أيضا، ونحن بصدد الحديث عن الحرائق ووزارة المياه والغابات، تكمن في كون الحكومات المغربية المتتالية اشتغلت على توفير جميع الإمكانيات من أجل مكافحة الحرائق.. كما اشتغلت أيضا على خلق منظومة تنسيقية ناجعة بين كافة المتدخلين لمواجهة الحرائق.. وبالتالي فالتدخل يتم في إطار منظومة دائمة ومتكاملة، من رصد ومراقبة ومتابعة من جهة، يساهم فيها عدد من الشركاء، بقطاعات ومؤسسات مختلفة مثل وزارة المياه والغابات ووزارة الداخلية إلخ بحيث تتضافر جميع الجهود للتدخل السريع في الوقت المناسب وبالتالي الانتهاء من مثل هذه الكوارث في مهدها..
فأزمات الحرائق كما أنها تبرز مدى قوة حكومة ما، ونشاط مسؤوليها، وقوة منظومة بلد ما لمكافحة الحرائق.. فهي، بالمثل، تُعري أيضا على فشل حكومات ومنظومات و”ديمقراطيات شكلية” ببلدان ما؛ مثلما هو حاصل ويحصل كل عام في بلاد الجزائر هوووك.