تمغربيت:
لا يَضُرُّ السحاب نَبْحُ الكلاب مثلما لا يضر ملك المغرب خربشات على الحيطان
في عز كوفيد 19، وعوض تكفل جهة من الإعلام التونسي بمشاكل وأزمات تونس التي أرجعت البلاد منذ 2011، إلى 20 سنة إلى الوراء.. وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. خرج هذا الإعلام ليناقش بسخرية بعضا من تقاليد عريقة يعرفها فقط من له تاريخ عريق وكونت دولته إمبراطورية من قبل.. إعلام مفلس ترك أزماته ومشاكله ليناقش تقليد تقبيل يد الملك، والتي بالمناسبة هي تقليد تعارف عليه المغاربة مع من يكبرهم سنا ومع الفقهاء والعلماء والصالحين من القوم وليس مع الملوك فقط.. بل ويفعلها الأمراء في القصر مع الملوك قبل المغاربة..
عدوى الغباء تنتقل إلى الشرق
لكن مع هذا الخبل والهبل، مازالت تونس تهوي إلى الحضيض شهرا بعد شهر وسنة بعد سنة.. بينما المغرب في تقدم وتطور شمل العمران البشري والاقتصاد والسياسة والدبلوماسية الخارجية والرياضية والفنية والثقافية إلخ
بعدها أو قبلها بأشهر قليلة، لا أذكر جيدا، سخرت ثكنة عسكرية إعلامية جزائرية لكي لا نصفها بالمنبر الإعلامي زورا، من صورة الملك محمد السادس.. فصورته على شكل “شخصيات دمى متحركة les guignoles” ..
ومرت المهزلة التي تبرز مدى ضعف نظام العسكر أمام الملكية المتجذرة قرونا بالمغرب وحكمة ومهابة ملوك وسلاطين المغرب.. ولم تلمس شخص الملك ولا الملكية ولو بنقطة سوداء أو نقطة وسخ واحدة.
لكن مع هذا العبث والعبط، مازالت الجزائر تعيش على نغمات الطوابير وندرة المواد الأساسية.. ولم يحل نظام العسكر مشكل انقطاع الماء والكهرباء الذي تعرفه أكبر مدن الجزائر منذ ثمانينيات القرن الماضي.. ومازال الدينار الجزائري ضعيفا أمام الأوقية الموريتانية والأفغان الأفغاني.. دون مقارنته طبعا بالدرهم المغربي..
ويستمر مسلسل الانحطاط
والآن، وبإيعاز من الجزائر وبأموال الشعب الجزائري الذي “يَحرِكُ” شبابه إلى أوربا هربا من بلاد النغط والغاز.. قام فرد صغير ينتمي لحزب شيوعي صغير جدا، بعدما انهارت الشيوعية بمعاقلها الأصيلة، برسم كاريكاتوري لملك المغرب، في محاولة بئيسة لإنعاش شيء من الفرحة على قلوبٍ، لم تعد تعرف سوى البؤس والأخبار الحزينة عن الجزائر.. ولمحاولة إلهاء للشعب الجزائري عن فشل زفيزف لولوج اللجنة التنفيذية بالكاف، وفشل كل المنتخبات الجزائرية من الصغار إلى الكبار ومن الذكور إلى الفتيات.. وفشل الدبلوماسية في ملف الصحراء فشلا ذريعا.. وفي فشل الدخول إلى منظمة البريكس.. إلخ إلأخ
فإن كان مجرد كاريكاتير يفرحكم في الجزائر فإنه لا يضرنا في المغرب.. فقد رسمت كاريكاتيرات لخير خلق الله، صلى الله عليه وسلم، من قبل، فلم تصب لا شخص رسول الله بأذى ولا سماحة الإسلام وشريعته بشيء..
“اضربوا في الصح” و “ديروا كيما يدير الموووغرييييب” واهتموا بعمق أزماتكم كما يفعل “المروووك” ربما ربما تلحقوا بما عليه اليوم، المملكة الشريفة بعد نصف قرن.. فقد هرب عليكم المغرب بسنين ضوئية..
وقديما قال العرب والأعراب والعُرُبّان: “لا يَضُرُّ السحاب نَبْحُ الكلاب” كما قال الجاحظ في (الحيوان): “والكلب إذا ألحَّت عليه السحائب بالأمطار في أيام الشتاء (أصابه نوع جنون) فمتى أبصر غيما نَبَحَه؛ لأنه قد عرف ما يلقى من مثله”.