تمغربيت:
سياق الحملات الانتخابية.. سياق خاص ومرحلي
إن سياق الحملات الانتخابية يختلف، بالمطلق، مع سياقات صناعة القرار السياسي. والبرامج الانتخابية ليست بالضرورة هي نفسها البرامج الحكومية. ومهما اختلفت البرامج الحزبية إلا أن ممارسة السلطة تنضبط لمنطق الدولة ومصالحها العليا وحساباتها الجيوستراتيجية.
وفق هذه القواعد التي تحكم الاداء السياسي “للدول”، لا يمكن توقع تغير كبير على مستوى السياسة الخارجية لإسبانيا، خاصة في تعاملها مع الدول التي تربطها بها علاقات تاريخية وعلى رأسها المغرب. ولعل هذه النقطة لا يستطيع فهمها أو استيعابها من لم يتشبع بعد بمنطق الدولة واستمرارية الدولة وعقيدة الدولة.
التعارض مرحليا والتوافق استراتيجيا
ورغم أن اليمين الإسباني عبر عن مواقف تتعارض، في ظاهرها، مع موقف حكومة بيدرو سانشيز، إلا أنها، في عمقها، لا تختلف عن التوجهات الاستراتيجية لإسبانيا.. وهذا مع عبر عنه زعيم الحزب الشعبي الإسباني ألبيرتو نونيز فيجو حين صرح بأن المغرب “دولة جارة وحليف وصديق”.. وبأنه “سيعمل على تنزيل الاتفاقيات التي وقعتها الدولة الإسبانيا”.
وهنا يجب التنبيه إلى أن انتقاد سياسة الخصوم الانتخابيين يبقى معطى عادي وصحي في جميع الديمقراطيات. وحتى عندما يتعلق بتوجهات متطابقة يكون هناك انتقاد في طريقة التطبيق والتنفيذ والتنزيل.. وهي التدافعات التي تبقى مقبولة خلال الحملات الانتخابية، خاصة على مستوى الانتخابات الرئاسية.
هذه المقدمات تقطع بأن السياسة الخارجية الإسبانية ستحتفظ بنفس زخمها اتجاه المغرب.. خاصة وأن منطق الأرقام يقطع بأن إسبانيا استفادت الشيء الكثير من خلال تنسيقها مع المغرب على حساب كيان قلق لا يتصرف بمنطق الدولة وتنظيم “مهزوز” لا يمكنك الوثوق به أو توقع ردات فعله.