تمغربيت:
تعتبر الأندلس امتداد جغرافي وجزء لم يتجزأ يوما من تاريخ المغرب الإسلامي.. وهي قطعة عزيزة على قلب كل مغربي نرى فيها فخر تاريخنا، وقوة أجدادنا رحمهم الله.
شهادات عدة مؤرخين في وصفهم للأندلس تقطع أن هناك تشابه كبير إلى حد التماهي بين مدن الأندلس وفاس ومراكش.. من خلال تطابق هندسة أسوارها وأزقتها ومدارسها وطريقة تزيين قصورهم وأشكالها الهندسية.. ولعل أعظم هذه المآثر هو قصر الحمراء، الذي هو قصر جميل بزخارف مستوحاة من القصور والمدارس والرياضات المغربية. ويتوسط هذا القصر “بهو السباع” الذي حير العلماء قبل الشعراء وتحدى التكنولوجيا..
ويضم بهو السباع اثنى عشر أساد يشكلون ساعة مائية دقيقة وجد معقدة، عجزت إسبانيا عن فك شيفرتها.. وأثناء ترميم قصر الحمراء، سخروا فيها مجهودات علمية وتقنية وتكنولوجية من أجل إعادة تشغيل هذه الساعة المائية، إلا أنها باءت بالفشل مما اضطرت إسبانيا إلى جلب حرفيين من المغرب باعتبار المغاربة هم مصدر ومن صدّر تلك الحضارة، فنجحوا في فك شيفراتها وحل لغز بهو السباع بالقصر الحمراء.. ليتميز الحرفي المغربي على أقرانه، وتبقى عبقرية الحضارة المغربية فوق الجميع، فنحن أمة نصمم ونصنع ولا نسرق ونطبع.
ويعتبر بهو السباع من عجائب القرون الماضية والذي عجز الكثير عن معرفة أسراره، فالعقل المغربي لم يكتفي بإعادة تشغيله بل استطاع صناعتها من جديد.