تمغربيت:
حقيقةً لا نريد تطبيعا لا مع جارة السوء القريبة، ولا مع الملالي”البعاد علينا.. وأي تطبيع معهما أو مع غيرهما مشروط بمواقفهم الصريحة من الوحدة الترابية للمملكة.
وإذا كانت الرباط قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران رسميا في ماي 2018.. على إثر اتهام إيران بشكل رسمي بتدريب “حزب الله اللبناني” لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.. عبر مسؤول في السفارة الإيرانية بالجزائر، فإن الموقف نفس سيتم إسقاطه على أية دولة أو كيان يتصرف بنفس المنطق العدائي.
تغيرات إقليمية وتغيرات في سلم أولويات السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية
غير أن التغيرات الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، دفعت بطهران إلى نهج سياسة استرجاع وتطوير العلاقات وكذا تعزيز التعاون مع دول الجوار بالخليج.. ضمن ما سماه وزير خارجية إيران “أولويات السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية برئاسة إبراهيم رئيسي”.
في هذا السياق، استطاعت طهران، عبر القنوات الدبلوماسية والحوار تطبيع علاقاتها بالسعودية (برعاية صينية)، على أمل توسيع إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع دول الخليج بأكملها.
وارتباطا بهذا التوجه الدبلوماسي الجديد، وبتاريخ 29 يونيو 2023، صرح وزير الخارجية الإيراني بأن بلاده ترحب بـ “تطبيع وتطوير العلاقات مع دول المنطقة والعالم، بما فيها مصر والمغرب”.
طبعا، المغرب لم يعبر بأي تصريح رسمي عن الموضوع، خصوصا وأن الأمر يحتاج إلى أشهر وربما أكثر من سنة لترتيب حوارات ومفاوضات. فليست الأمور بالأماني فقط، لأن المغرب أصبح (منذ أكثر من سنة) ينظر إلى العلاقات السياسية والاقتصادية، من خلال ما اصطلح عليه في الدبلوماسية المغربية: “منظار الصحراء المغربية والوحدة الترابية”.. فالأمر ليس بهاته السهولة ولا العبثية ولا العبطية أيضا..
المغرب غير متحمس لعودة العلاقات مع إيران
المغرب لم يرد على المقترح الإيراني أيضا، لأن تصريح طهران جاء عبر ممثلها بالأمم المتحدة، أياما فقط من دعمها للأطروحة البوليسارية والجزائرية داخل أروقة الأمم المتحدة، (أمام لجنة الـ24).
المغرب غير مهتم والجزائر أصابها الهلع
ورغم أن المملكة الشريفة لم تهتم بالأمر كما يبدو في إعلامها الرسمي.. إلا أن الجزائر أصابها الهلع على إثر إعلان إيران استعدادها لـ”تطبيع العلاقات” مع المغرب.. حيث بعثت بوزير خارجيتها، على وجه السرعة، أحمد عطاف إلى طهران، وبتكليف خاص من الرئيس عبد المجيد زين الأسامي.. حاملا معه مجموعة من الملفات “الإقليمية” (كما يقولون دائما مع أن الملف الخارجي الجزائري واحد ووحيد: المروك والصحراء).
نقول أخيرا لعسكر الجزائر كما لملاليي إيران: لا نريد تطبيعا لا مع جارة السوء القريبة.. ولا مع الملاليين “البعاد علينا”.. وأي تطبيع معهما أو مع غيرهما مشروط بمواقفهم من الوحدة الترابية للمملكة.