تمغربيت:
لطالما اتخد سلطان المملكة المغربية الشريفة لقب أمير المسلمين وخليفة المسلمين في الغرب الإسلامي.. لقب استحقه سلاطين المغرب بعد فتحهم للأندلس، ومعاركهم التي كتبت بحروف من ذهب. فأخلاقهم يشهد لها المؤرخين وأن اليد الممدودة ليست وليدة اليوم، بل هي من شيم وأخلاق سلاطين المغرب.
شهادة من مؤرخ موريتاني
سنتطرق، من خلال هذه المقالة، إلى شهادة مؤرخ موريتاني، يسرد فيها أصالة السلطان المغربي وكيف فضل أهل تلمسان مبايعة السلطان المولى سليمان، وكيف اجابهم.. وهل كانت له أطماع في الجزائر كما يدعي النظام العسكري؟
الجواب من كتاب “الحسوة البيسانية في علم الأنساب الحسانية” للمؤرخ الموريتاني محمد صالح بن عبد الوهاب الناصري الولاتي.. وهو مؤرخ عاصر حقبة المولى سليمان.. يقول في الصفحة 96 : “وكان سلطان المغرب آنذاك جد متحفظ في تعامله مع الغرب.. ومنعته من ذلك روحه المحافظة وطبائعه الدينية المتأصلة، وهـو ذاته المزاج الذي جر عليه مشاكل مع بايات الترك في الجزائر الذين كانوا ينظرون إليه بعين الريبة.. خاصة بعد أن بايعه أهالي تلمسان وفضلوه على البقاء تحت سلطة الأتراك.
عندما تشرفت تلمسان ببيعة السلطان مولاي سليمان
وكـان عـرب تلمسان يدعـون مـع المولى سليمان في الصلاة بالمساجد، وتشبثوا بـه أميرا للمؤمنين لدرجة أنه نزح عدد ضخم منهم إلى المغرب تاركين تلمسان.. وتدخل المولى سليمان مـن أجـل الـصلح بينهم وبين باشـا التـرك، فترجاهم السلطان أن يعودوا إلى ديارهم، فخاطبوه بقولهم: (نذهب إلى بلاد النصارى ولا نجاور الترك ونجمع علينا الجوع والقتل)”.
فبعد هذه الأسطر نقول لأمثال مؤرخي الحمير والبغال، هكذا عاشت إيالة الجزائر تحت الإستعمار والذل العثماني.. واعتراف أهل تلمسان بما لحق بهم من جوع وقتل من طرف العثمانيين، “فالنيف” الجزائري يتغاضى عن جرائم العثمانيين، ويلقي باللوم على سلطان المغرب الذي كان الملاذ الآمن للجزائريين.. فلم يكن المتنبي مخطأ عندما قال : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.