تمغربيت:
مخطئ من يظن أن الأجير عبد القادر أبدع في مجالات العمالة والخيانة فقط.. وتفنن في نشر القلاقل والفتن أينما حل وارتحل. وواهم من ظن يوما أن نفس الأجير وذات العميل تفنن فقط في تقديم فروض الولاء لفرنسا وكان سيفها الذي أخضع به رقاب العباد واستباح به حرمة البلاد.
وإذا كانت العلاقة بين الجزائر وفرنسا هي علاقة حب وهيام، وعشق وغرام على عهد حُكام “دفعة لاكوسط”.. فإن هذا الحب والولع ما هو إلا نتاج لتراكم عقود وعقود من “المشاعر المزعوطة” التي أسس لها الأجير وطورها العميل.. وأعلن ميلادها الخائن منذ أن قرر التعلق بأعتاب العرش الفرنسي.
وهنا نعود بالقارئ إلى رسالة الأجير إلى ولي نعمته لويس نابليون.. وهي الرسالة التي تقطر وفاءً وتنطق عرفانا وتلهج اعترافاً. غير أن ما أثارنا في هذه الرسالة هي كلمات الحب والولاء التي ارتقت إلى مسالك العشق والتيم والتيه بإمبراطور فرنسا لويس الوسيم، ليُسطر الأجير كلمات عجز عن تأليفها نزار قباني وقبله عنترة بن شداد وشاعر الأندلس ابن زيدون.
ودعونا نعود إلى كلمات الأجير العاشق إلى “محبوبه” نابليون الثالث لنجده يقول في إحدى فقراتها ما نصه “إنني أغامر أنك ستتفضل بالتفكير في حتى عندما أكون بعيدا عنك” (هاري تشرشل “حياة الأمير عبد القادر ص 268).
هي إذا كلمات لطالما حاولت أن تنطق بها إليسا وشرين وقبلهن أم كلثوم في إلقائهن لأغاني العشق والغرام.. لكن يبدو أن عبد القادر كان من الخبثاء “الصلاكيط” الذي فاقهن شبقا وحبا وتقديسا لمحبوبه الذي جلس على عرش فرنسا.
هو إذا الخائن والأجير الذي عاش بلا مبدأ.. ومات بلا وطن