تمغربيت:
يعد تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة حافل بالمعارك والملاحم.. والتي يجب أن نخصص لها كتب وليس فقط مقالات، على اعتبار أنها ساهمت في صمود الأمة في وجه أقوى الإمبراطوريات وإستطاعت أن تفرض نفسها كقوة يضرب لها ألف حساب.
تاريخ المغرب العظيم.. معارك يشهد لها التاريخ
في هذا السياق، عرف تاريخ المغرب العظيم عدة حروب ومعارك كتبت فصولها بمداد من الفخر والعزة.. معارك تكسرت عليها أحلام الطامعين وتحطمت فوقها أطماع الحالمين.. فلقد وجد الطامعون والحالمون امامهم مغاربة غيورين على أرضهم وتاريخهم، وتجري في دماءهم حب الوطن والهوية..
بتداء بمعركة الأشراف ضد الأمويين رفضا فيها للظلم والتمييز. وانتصار المغرب والقضاء على الأمويين.. وبعدها ملحمة الزلاقة، تلك الملحمة التي سطرها المرابطين.. ثم الأرك، وما أدراك ما الأرك على عهد الموحدين.. وبعدها معركة الدونونية في عهد المرينيين.. وغيرهم الكثير الكثير من البطولات والملاحم التي ساهمت في الحفاظ على الأندلس لقرون.
وفي عهد السعديين، وبالضبط سنة 1558، وبعد سلسلة من الاستفزازات العثمانية المتكررة على الإمبراطورية المغربية.. وقع الصدام بين الطرفين في موقعة واد اللبن، والتي هَزم فيها المغاربة جيوش الإنكشارية الجرارة.
بعدها ببضع سنين فقط وقعت المعركة الفاصلة التي عصفت بالإمبراطورية البرتغالية ألا وهي معركة وادي المخازن.. تلك المعركة التي عزم فيها الملك البرتغالي سيباستيان على استعمار المغرب بكل قوته مع جيوش من إسبانيا وإيطاليا وألمانيا.. معركة انتصر فيها المغرب وحافظ فيها على دينه وبلده وتراثه.
وإذا كانت البرتغال واسبانيا قد نجحوا في استعمار القارة الأمريكية بأكملها، ونشروا هناك المسيحية.. فإنه بالمقابل لم يستطيعوا إخضاع المملكة الشريفة والتي تبعد عنهم بضع كيلومترات فقط.
معارك ساهمت في الحفاظ على الوحدة الترابية والوطنية وعلى “تمغربيت”
لنرى هذه المعارك من جانب آخر، لأنه لربما غفل الكثير من المغاربة عن هذه الزاوية المهمة.. وهي تلك المرتبطة في دور هذه المعارك الحاسم في الحفاظ على كينونة الهوية المغربية وتحصينها من التشويه أو الضياع. لتتبلور القيمة الحضارية لمفهوم “تمغربيت”.. والذي يلخص أحداث وبطولات الأجداد نجحت في الحفاظ على كل ماهو مغربي.. وجعلتنا دائما متميزين ومتفردين واستثنائيين، فلنا كل فخر الانتماء لهذا الوطن وشرف الانتساب إلى هذه الأمة.