تمغربيت:
تهجير قسري ومسيرة كحلة في الطريق إلى الجزائر
مثلما كان الحال في السودان، حين أراد نظام البشير أن يصنع جيشا على شكل ميليشيا أو عصابة (لا تهم المسميات.. فكل يراها من زاوية نظره بالشكل الذي يريد) فقد اكتوى بها النظام السوداني والسودان البلد، أولا وأخيرا.
ومثلما خلق بوتين مرتزقة فاغنر لأغراض معينة تهم تدخلات روسيا خارج البلد.. فقد كان (حسب إحدى الروايات وإحدى زوايا النظر) بوتين أول المكتوين بالغول الذي صنعه حينما كبر واستقوى..
ومثله أيضا ربى بومدين وبعده العسكر الحاكم بالجزائر غولا سماه البوليساريو ما فتئ أن كبر واستقوى واستغول حتى أصبح يستحوذ ويستعمر منطقة تندوف.. كما أصبح عالة على اقتصاد الجزائر في ظل فشلها بعد 48 سنة في ملف الصحراء.. والذي انتهى على أرض الواقع سنة 1975 وشبه نهاية تامة للملف على المستويين السياسي الإقليمي.
فرنسا تعاني من مولودها المشوه
ومثلما ربت ماما فرنسا الرضيع الجزائري (العسكر الحاكم) فأرضعته منذ 1962 ليكون له دور محدد في المنطقة.. ودور وظيفي محدد في المنطقة، دور ارتزاق وعصابة تابعة للسياسة الداخلية الفرنسية لتحقيق سياساتها الخارجية في المنطقة.. فها هي اليوم تكتوي من هذه البنت العاقّة، التي كبرت فأصبحت تعض اليد التي ربتها والثدي الذي أرضعها.
إن الأحداث الدامية التي تقع في فرنسا، توحي للمشاهد وكأنها تقع في غزة زمن الانتفاضة الثانية أو رام الله زمن الانتفاضة الأولى وليست في بلد أوربي..
أحداث تتجاوز العنصرية..
ولا شك أن الأمر لا يتعلق فقط بموضوع العنصرية في فرنسا. ولا بمقتل شاب جزائري على يد شرطي فرنسي.. فهاته أمور وأحداث تقع مثلها العشرات كل سنة، ومنها ما يلقى تغطية إعلامية ضعيفة ومنها ما يطوى بالمرة.
والأمر بدون شك يوحي بوجود أياد تخريب وراءه.. وعصابة تربت منذ 1962 على زرع الفوضى في كل بلدان الجوار.. وما اختلاق حرب الرمال ضد الجار المغربي ولا أحداث قفصة والتدخل العسكري آنذاك داخل تراب الجار الشرقي تونس.. وأيضا انقلابات موريتانيا والتدخلات في ليبيا وتشاد والنيجر ومالي.. إلا عينات وشواهد على ما أسلفنا.
لكن الجديد.. تمثل في أن بنت فرنسا العاقة انتقلت هذه المرة لزرع الفوضى شمال البحر المتوسط وفي عقر دار ماماها فرنسا..
الفيلم واضح بتقنية FUL HD
فالفيلم أصبح واضحا بتطبيقيات FUL HD.. حيث تكلم كل الجزائريين بلسان رجل واحد سواء تعلق الأمر بالإعلام الرسمي أو “بارا رسمي para” والشبه رسمي أو أبواق النظام المعروفين أمثال دراجي و صوفيا ووو بل وانخرطت حتى المعارضة أمثال زيتوت أو زيطوط للالتحاق بالخطاب الكابراني.. من أجل إذكاء روح العنف بفرنسا.. والكل طبعا شاهد كيف قام الجزائريون بنهب وسرقة وحرق وتحطيم ووو كل ما يجدونه أمامهم في الشوارع.
التداعيات
كل هذا، بالتأكيد، ستكون له تداعيات وقرارات صارمة ضد المهاجرين عامة والجزائريين منهم خاصة.. وبالتأكيد ستقوم فرنسا بمسيرة كحلة لتهجير جزائريين حراكة بدون أوراق، لكن أيضا لمن لهم أوراق وقاموا بأعمال إجرامية ستجد العدالة الفرنسية فرصتها لإجلائهم أيضا خارج فرنسا، وكذلك الأئمة الجزائريون أيضا لن ينجوا من هكذا تهجير قسري بأي ذريعة.. وستكون هناك أحكام قاسية لمئات المهاجرين بالتأكيد.. والمهاجرون سيدفعون الثمن في العاجل قبل الآجل.
بالتأكيد سيكون للناخب الفرنسي مستقبلا، دور في القبول برئاسة جديدة تتزعمها المتطرفة أمين عام حزب اليمين المتطرف “مارين لوبين”.. وسيكون لهذا الحادث حديث آآآآخر مغاير تماما لخطاب المراهق السياسي “ماكرون”.
وما على عمي تبون سوى الصبر على هاته الصفعات القادمة.. عليه أن يجد لهؤلاء ( المُهَجَّرين قسرا في مسيرة حكلاء قادمة) منازل ووظائف.. وإلا فهؤلاء سيقلبون عليه الطاولة وسيخرجون للشوارع للتنديد بالبطالة.. سينددون بالطوابير ونذرة المياه والكهرباء والمواد الغذائية الأساسية.. وجد وهيء راسك عمي تبون..