تمغربيت:
ضياع غرناطة ورسالة إعتذار من آخر ملوك بنو الأحمر الملقب “بالزغبي” إلى سلطان المغرب
بعد سقوط مدينة غرناطة، أخر معاقل المسلمين بالأندلس، أرسل ملك بنو الأحمر عبدالله الصغير الذي لقبه المغاربة “بالزغبي” رسالة كتبت بمداد الندم والأسى.. إلى سلطان المغرب، يتحسر فيها ويخبره بضياع غرناطة.
سقوط الأندلس
يعتبر سقوط الأندلس أكثر تعقيدًا بكثير من الحكايات والقصص التي تروى هنا وهناك.. فلقد جاء هذا السقوط بعد سلسلة من الخيانات التي لم يستطع سلاطين المغرب وقفها، لأنها كانت بمثابة طعنة في الظهر.
وتضمنت رسالة عبد الله الصغير والتي أسماها “الروض العاطر الأنفاس فى التوسل إلى المولى الإمام سلطان فاس”، في أولها عبارات تقدير واحترام كبير للسلطان المغربي، حيث جاءت مضامينها في كتاب “نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب”: “مولى الملوك ملوك العرب والعجم * رعباً لما مثلُهُ يُرعى من الذمم”. كما تضمنت الرسالة كذلك أيضاً حوادث وقعت بالأندلس ويعتذر عليها، ويعترف بخطئه بعبارات مؤثرة.
كما أشار “الزغبي” في رسالته إلى رفضه للعرض الذي تقدم به ملك قشتالة وليون بالإقامة فى كنفه فيقول: “ولقد عرض علينا صاحب قشتالة مواضع معتبرة خير فيها، وأعطى من أمانه، المؤكد فيه خطه بإيمانه، ما يقنع النفوس ويكفيها، فلم نرى ونحن من سلالة الأحمر مجاورة الصُّفر، ولا سوغ لنا الإيمان، الإقامة بين ظهرانى الكفر”.
ومما يقول أيضاً أنه تلقى دعوات كريمة من المشرق للذهاب والإقامة، إلاّ أنه اختار المملكة المغربية الشريفة”.
هي إذا المملكة الشريفة أصل المبتدأ ونهاية الخبر وملاذ المحتاج وحاضنة المهتاج وقبلة المؤمن الهارب والآمن. حاضنة الإسلام وفيها عترة خير الأنام وهي ممثلة الإيمان في الغرب الإسلامي.. والسلام