تمغربيت:
إذا نظرنا وتأملنا في زخارف ونقوش الأندلس، سنجدها متطابقة مع المعمار والزخارف المغربية.. فلقد صدَّر المغرب الحضارة والمعمار إلى لأندلس، باعتبارها جزء من التاريخ المغربي العظيم وليس العكس حسب ادعاءات البعض.
في هذا السياق، هناك تشابه في المعمار لدرجة التطابق.. فمثلاً في نقوش المدرسة المرينية بسلا نجد كلمات : “النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا السلطان الأمر بها أبي الحسن”.. ونجد تماثل في نقش قصر قمارش بغرناطة حيث كتب فيه “النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي الحجاج أمير”.
نفس الملاحظة يمكن تسجيلها بخصوص المدرسة البوعنانية المرينية بفاس، حيث نجد عبارة “ولا تكن من الغافلين”.. حيث نجدها في المدرسة اليوسفية بغرناطة التي بناها أبى الحجاج يوسف الأول بن نصر الذي كان قد عاش لسنين طويلة بمدينة فاس.. قبل رجوعه لغرناطة وبناءه للمدرسة اليوسفية، فلابد أنه قد تأثر بمدارس وقصور بني مرين.
في نفس الاتجاه، نجد كتاب ( انبعاث الإسلام في الأندلس).. يتناول التأثّر الاندلسي بالمغرب حيث جاء في الصفحة 21 ما نصه “وفي فاس قصور ومدارس ومساجد يقال عنها إنها أندلسية. ولكن المستشرق الفرنسي ليفي بروفانسال الذي أقام في المغرب مدة وكتب عن الأندلس كثيرا، نقل في محاضرة ألقاها بالقاهرة عن الراهب الإسباني المؤرخ الشديد التعصب ضد الإسلام “مرمول”، أن القصور الحمراء في غرناطة كانت تقليدًا لقصور بني مرين الملكية بفاس عكس ما يتوهم البعض”.
تجلت، إذا، ملامح الإرث الثقافي والحضاري للأمة المغربية، في الزليج والنقش على الجبص والخشب والنحاس، مما جعل المعمار المغربي متفرداً عن باقي الدول، ولا يتقنه إلاّ المغاربة.