تمغربيت:
تطرقنا في الجزء السابق إلى تجديد وتأكيد حكومات كل من الكوت ديفوار والسيراليون والغابون على دعمهم للمخطط المغربي للحكم الذاتي.. الذي يحظى بدعم أزيد من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة، والذي يتماشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة. وقلنا أنه تأكيد لثلاث دول ضمن 36 دولة إفريقية، لا يعترفون بجبهة البوليساريو.. ويدعمون المخطط المغربي للحكم الذاتي.. الأمر الذي يبرز الزخم المتصاعد والتأييد المتزايد لمغربية الصحراء، في إشارة واضحة لنجاح الدبلوماسية المغربية وإخفاق نظيرتها الجزائرية.
دروس مجانية لنظام شرق الجدار..
كما تطرقنا للدروس المجانية التي أعطتها الدول الإفريقية الثلاث، في مادة العلاقات الدولية للجزائر.. بخصوص الإشراف الحصري للأمم المتحدة لهذا الملف وكذا احترام القرار 693 الصادرعن قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في يوليوز 2018.. باعتبار ملف الصحراء خارجا عن اختصاص الآتحاد الإفريقي..
الكوت ديفوار، السيراليون والغابون: ملف الصحراء “عملية سياسية تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة”..
في هذه المقالة نستمر في التعليق على ما جاد به ممثلوا الدول الإفرقية الثلاث: الكوت ديفوار والسيراليون والغابون، من دروس تهم هذا الملف.. وتعيد التربية والتعليم الأولي لنظام الجزائر فيما يخص العلاقات الدولية..
في هذا السياق، أشار الدبلوماسي الإيفواري إلى أن قضية الصحراء المغربية تعد موضوع “عملية سياسية تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة”.. بهدف التوصل إلى “حل سياسي واقعي”، و”عملي ودائم”، يقوم على التوافق بين الأطراف.. مسجلا أن هذه العملية أحرزت تقدما «ملحوظا» من خلال عقد اجتماعين في إطار الموائد المستديرة، في دجنبر 2018 ومارس 2019 بسويسرا، شارك فيهما المغرب، والجزائر، وموريتانيا، والبوليساريو.
من جانبه دعا سفير السيراليون إلى استئناف اجتماعات الموائد المستديرة بالصيغة ذاتها ومع المشاركين أنفسهم: المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو.. وفقا للقرار 2654 الصادر في أكتوبر الماضي.
واغتنم المناسبة للإشادة باحترام المغرب لوقف إطلاق النار في الصحراء.. داعيا باقي الأطراف إلى الامتثال لاحترام وقف إطلاق النار، لما فيه صالح السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها.
(للتوضيح وقف إطلاق النار الموقع مع المينورسو عام 1991 مازال المغرب ملتزما به.. بينما أعلنت البوليساريو خرقه بعد واقعة الكركرات المظفرة عام 2021)
كما نادى، في نفس السياق، ممثل الغابون، باستئناف اجتماعات الموائد المستديرة بالصيغة ذاتها ومع المشاركين الأربعة: المغرب والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو.. وفقا لقرار مجلس الأمن 2654.
تعليق خفيف وضريف
إن حديث الممثلين الأفارقة عن كون ملف الصحراء “عملية سياسية تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة”.. هو درس للنظام والدبلوماسية الجزائرية الفاشلة، و بأنه بعد 1975 لم يعد الملف ملف استعمار، لأن الملف أصبح مجرد نزاع سياسي إقليمي لا غير.. وبالتالي يتوجب على الأطراف المهتمة به أن تحاول تنزيل وتفعيل قرارات مجلس الأمن والذي كان آخرها القرار رقم: 2654 الصادر في أكتوبر2022.
ضرورة العودة إلى الموائد المستديرة..
لقد تمت الإشارة من طرف الأفارقة، إلى أن الموائد المستديرة، التي ترفضها الآن كلا من الجزائر وصنيعتها في جمهورية تندوف الفدرالية.. قد تم الجلوس حولها في دجنبر 2018 ومارس 2019 بسويسرا، حيث شارك فيهما كلا من المغرب، والجزائر، وموريتانيا، و»البوليساريو.
ولأن الأمم المتحدة تقرر وتتحدث عن حوارات وعن موائد مستديرة، في إطار حل سياسي لنزاع إقليمي لا غير.. يقضي : بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.. بمعنى أن السقف محدود ومحدد سلفا ، “تحت السيادة المغربية “.. فإن الجزائر لم يعد لها أي مبرر في الاستمرار في سلسلة لهكذا حوارات سقفها محدد بسيادة مغربية على الصحراء الغربية. وبالتالي، فالدول الإفريقية تنادي الجزائر المنسحبة من هكذا موائد مستديرة أن تلتزم بقرارات مجلس الأمن.. بهدف التوصل إلى “حل سياسي واقعي”، و”عملي ودائم”، يقوم على التوافق بين الأطراف.