تمغربيت:
حول القضية الفلسطينية
يبيعون الأرض والعرض في 2023
في سياق بيع الشعارات الفارغة التي تتاجر بالقضايا الوطنية وتُزايد حول القضية الفلسطينية.. حتى أن البعض يريد أن يكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين دون تقديم بدائل أو رؤى حول القضية.. وفي سياق الكيل هنا بحرمة التطبيع (دون أدلة شرعية) والكيل هناك بحِلِّيَّته (الأردوغانية الجديدة).. واتهام هذا البلد ونظامه هنا والسكوت عن ذاك البلد وحاكمه والتغاضي عن تلك الدولة وزعيمها (خليفة المسلمين) والصمت أمام البقية المطبعة تحت الطاولة..
أخبار بين قوسين..
في هذا السياق المليء بالتناقضات والنفاق السياسي والجهل بواقع الحال في فلسطين نفسها.. خرجت علينا هذا الشهر أخبارا خطيرة، مفادها في المجمل أن المخابرات الفلسطينية أحبطت صفقات لبيع أراضي لإسرائيل.
والقصة تمت تحديدا في بيت لحم بالضفة الغربية، حيث تم إحباط صفقة بيع مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية (من طرف فلسطينيين) لإسرائيل. وبالتالي تم إفشال مخطط لتسريب أراض فلسطينية من طرف مواطنين فلسطينيين لصالح الاحتلال.
أما الأراضي المستهدفة، فهي تقع في قرية نحالين، وتبلغ مساحتها 600 دونم وهي ملاصقة لمستوطنتي بيتار عليت ومستوطنة دانيال.. وبالتالي فالهدف من هذه العملية كان واضحا والغرض منها يتعلق تحديدا بتوسيع المستوطنات القائمة هناك في الضفة الغربية إلى عمق المناطق الفلسطينية.
طبعا لو تمت الصفقة، وأبطالها فلسطينيون يبيعون أرضهم للمحتل الإسرائيلي بمحض إرادتهم.. فخطة المستوطنين الإسرائيليين كانت تقضي بإنجازهم لمستوطنات أخرى، كامتداد وتوسيع لمستوطنتي بيتار عليت ودانيال. وبعدها، طبعا، سوف يُتهَم الإسرائيليون بالغصب والاغتصاب، وستنشب مناوشات بين فلسطينيين مستائين من هكذا احتلال، وقوات عسكرية إسرائيلية مدافعة عن مشروعية المستوطنات.. بينما الجناة الظلمة في الأساس كانو فلسطينيون باعوا أرضهم وترابهم لمستوطنين إسرائيليين..
هذا مثال صارخ، وعينة مما يجني الفلسطينيون على أنفسهم قبل أن يجني عليهم المحتل من ويلات واغتصاب للأرض والعرض.. وهذا مثال لنسخة 2023 من بطولة كأس الخيانة. كما كان الحال مع فلسطينيين من آبائهم وأجدادهم، باعوا الأرض والعرض قبل 48 وبعد 48.. وقبل 67 وبعد 67، وقبل 73 وبعد 73.. إلى يومنا.. فمن طبع أولا ومن باع أولا، وقبل هذا وذاك من هي السواعد التي بنت إسرائيل.. الجواب في الداخل الفلسطيني وليس خارجه.