تمغربيت:
حدث في مثل هذا اليوم
ديغول يحرص على حضور السلطان المغربي لاحتفالات 18 يونيو 1945 شخصيا
بين الحماية والاستعمار.. فرق كبيييير
ما لا يمكن أن يستوعبه الجار الحاقد على المغرب ونظام المغرب وتاريخ المغرب، هو كون المملكة الشريفة مرت بعهد حماية وانتداب. بينما الجزائر مرت بفترات احتلال تركي لقرون واستعمار استيطاني فرنسي ل 132 سنة.
في المغرب كان السلطان قائما وإلى جانبه “مقيم عام” مكلف بالدفاع والخارجية.. بينما في الجزائر كان هناك “حاكم عام يحكم” على جغرافيا ما يسمى بالجزائر الفرنسية التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية.
ديغول يحرص على حضور السلطان المغربي لاحتفالات 18 يونيو 1945 شخصيا
ولعل استحضار تاريخ يوم 18 يونيو 1945 يوضح شيئا مما نزعم.. فقد اختار الجنرال ديغول مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بانتصار الحلفاء واستقلال فرنسا عن الاستعمار الألماني.. يوم 18 يونيو لتنظيم احتفال بالانتصار على النازيه.. وبهذه المناسبة حرص ديغول على أن يحضره سلطان المغرب محمد بن يوسف شخصيا، إلى جانب وينستون تشرشل الوزير الأول البريطاني.
مناسبة كرّم فيها الجنرال ديغول السلطان بمنحه لقب “رفيق التحرير” اعترافا وتكريما لمشاركة الجنود المغاربة في استقلال فرنسا.. وأيضا فيما قدموه من مجهود عسكري ضد دول المحور أثناء الحرب العالميه الثانية.. كما تم في المناسبة ذاتها، توشيح وينستون تشرشل الوزير الأول البريطاني آنذاك.
تكريم ديغول للسلطان محمد الخامس كان أيضا، تعبيرا وامتنانا لمعارضته ضد توجهات ومخططات المقيم العام آنذاك في المغرب، والذي كان تابعا لحكمومة فيشي (الخائنة لفرنسا والمُؤتمِرة بأوامر ألمانيا النازية المُستَعمِرة).
حدث في مثل هذا اليوم..
إن استدعاء الجنرال والحرص على حضور محمد الخامس بصفة خاصة وشخصية كملك للمغرب، سنة 1945 (11 سنة قبل استقلال المغرب وإعلان انتهاء عهد الحماية الفرنسية) له دلالاته التاريخية والقانونية، التي لا يمكن بحال من الأحوال أن يستوعبها من لهم قابلية تامة للاستعمار ممن لا تاريخ ولا هوية لهم، في محاولاتهم البئيسة لإسقاط حالتهم الُمفرَغَة من الثقل التاريخي والثقافي والحضاري، على المملكة المغربية والشعب المغربي وسلاطين المغرب، مملكة شريفة عرفت معنى الدولة الأمة لأكثر من 12 قرنا.
كما أن معارضة السلطان محمد الخامس للإقامة العامة التابعة لحكومة فيشي، التابعة بدورها للاستعمار الألماني النازي، دليل على ما زعمناه في مستهل مقالتنا بخصوص الفرق بين الانتداب بالمغرب والاستعمار الاستيطاني بالجزائر.
البعد التاريخي ل 18 يونيو 1940
أعلنت فرنسا يوم 18 يونيو عيد وطني في 10 مارس 2006.. ذلك أن هذا التاريخ له رمزية خاصة وسكون تام في المخيال الجماعي للفرنسيين. ففي هذا اليوم، ألقى الجنرال ديغول من العاصمه البريطانيه لندن، خطابه التاريخي الذي دعا فيه الفرنسيين الى مواصلة الحرب وعدم إطفاء شعلة المقاومة ضد الاحتلال الالماني. ومن هنا، صمدت المقاومة ومهدت الطريق أمام استعادة فرنسا استقلالها وسيادتها وكرامتها.
حدث في مثل هذا اليوم..
في ذاك اليوم، وعبر موجات “البي بي سي -BBC ” ومن خلال سلاح الراديو الذي منحه ونستون تشرشل للجنرال ديغول المقاوم والمتمرد، بدأت فرنسا في مقاومتها وانقلابها على نظام فيشي العميل، وتحريرها واستقلالها التام من الاستعمار والقبضة الألمانية.
18 يونيو 1940: تاريخ وثق لمنعطف طبع تلك المرحلة في تاريخ فرنسا الحديث. ليدخل ديغول التاريخ من بابه الواسع، كممثل وحيد وشرعي للشعب الفرنسي المعارض لألمانيا النازية، وهو ما أدى لاحقا إلى تنظيم المقاومة الداخلية والخارجية في إطار ما سُمِّيَ ب “قوات فرنسا الحرة”.