تمغربيت:
القصر والتراث: حراس القصر الملكي حرفيون أيضا
الحديث عن التراث العريق بالإمبراطورية المغربية يجرنا إلى الحديث عن تراكم التجارب جيلا عبر جيل.. وإلى تجديدٍ وإبداعِ مستمر على يد الحرفيين والمعلمين المغاربة عبر التاريخ .. فكل جيل يبدع ويأتي بالجديد ليراكمه وُيَورِّثه للأبناء ثم الأحفاد ووو. هكذا هو الأمر في مجال الطبخ المغربي العالمي، وهو أيضا في مجال الخياطة والتطريز والألبسة من قفاطين وتكاشط وقندورات وجلابيب وطرابيش ووو. وهو أيضا، كذلك في مجال الصناعات التقليدية من نجارة ونقش على الخشب والجبص والمعمار والزليج ووو.
ولا تحيد مؤسسة القصر الملكي العامر عن هكذا تقليد وعُرفٍ وتاريخ. ولعلنا نجد في “فئة أو فرقة” حراس أو حرس القصر شيئا من هذا القبيل؛ إذ نجد في كتب التاريخ ( ونحن في “تمغربيت” لا نعتمد في خطاباتنا إلا على التاريخ الموثق ولنا الثقة كل الثقة في الوثيقة التاريخية) أن السلطان العلوي المولى إسماعيل وحفيده السلطان المولى الحسن الأول وسائر سلاطين وملوك المملكة الشريفة، قد حرصوا على أن تكتسب فرق الحراسة معارف ومهارات وحرفا تقليدية ويدوية، لكي يخصونهم بأشغال البلاط.. فكان منهم البناء والجباص والنجار والزلايجي.. كما كانت تخصص لهم رواتب تعويضا في المقابل..
وهنا نجد ونقرأ للمؤرح ابن زيدان في هذا الموضوع شيئا من هذا: (المحافظة على الأمن والاشتغال بالبناء إلى جانب أعمال أخرى داخل القصور المولوية) .. (فإذا أتموا الأشغال لحقوا بالجلالة السلطانية أينما كانت. فإذا تعلقت إرادتها بشيء أمرت بتوجيه بعضهم للمحل) ‘1’
‘1’ يقصد بالمحل هنا المحلات التي يرافقون السلطان فيها.