تمغربيت
انهزام أم توبة أم تهديد
مصطفى بونيف: انهزام أم توبة أم تهديد ثقيل من النظام ؟؟ قلنا في الحلقة السابقة أن مصطفى بونيف.. المشهور بمصطفى طاطا ولد العجلية.. المِثلِيّ النوع .. إلخ
تَعَود منذ سنتين أن يحكي عن بوسبير، ويسب المملكة الشريفة ببوسبير، ويشيع أكاذيب على نساء المغرب ببوسبير..
إلى أن جاء الدكتور عبد الحق الصنايبي: صاحب البرنامج الذائع الصيت “الثقة فالوثيقة”.. والذي بهدل المؤرخين المهجنين من بلاد هوووك أمثال: دومير التقني البيطري المؤرخ، وصالح بارودي الإطفائي المؤرخ، ومن على شاكلتهم.. فأعادهم إلى جحورهم وكهوفهم بعد أن عراهم أمام المشارقة والجزائريين والمغاربة بما عُرف واشتُهِر “بتحدي المليون دولار” لللإجابة على السؤال البسيط.. “أعطونا اسما لسفير واحد تم تعيينه بالجزائر قبل عام 1962م”.. للتدليل على أن لا دولة ولا تاريخ لدولة (منذ 2000 سنة) عرفها الجزائريون قبل سنة 1962م.
ثم انبرى الدكتور إلى دعاة بوسبير، فأزال اللثام وعرى على تاريخ بوسبير وتراث بوسبير الجزائري الخالص، الذي عرفته نساء ومِثلِيو وغلمان الجزائر قبل القرن 16.. كما عرى على قصة أم حسن الجزائرية البوسبيرية الأولى في العصر الحديث التي أدخلت بوسبير إلى المغرب رفقة مئات الجزائريات اللواتي دخلن مع وضِمن الجيش الفرنسي الذي كان يرتحل بهن أينما حل وارتحل، لإشباع رغبات جنوده.
إعادة التربية لفقراء التاريخ..
يمكننا القول بأن الدكتور الصنايبي أعاد التربية عبر 4 حلقات للمدعو طاطا ولد العجلية وكل من على شاكلته.. وفضحه بالمشرق والمغرب.. بل وأعاد له الترابي وأعاد له الطهارة والختانة كما نقول بالعامية المغربية.. لدرجة جعل المشارقة والمغاربة لا يرددون طيلة شهر كامل سوى كلمة أم حسن.. واحتلت أغنية “سلامتها أمو حسن لأحمد عدوية” أكبر المتابعات والمشاهدات.. فلم يعد يستطيع لا طاطا ولد العجلية ولا أي جزائري التفوه بالكلام عن الدعارة أو السياحة الجنسية وبلابلابلا التي تعودوا على ترديدها منذ سنتين..
لقد تسبب الدكتور الصنايبي في سخط نظام العسكر على المِثلي طاطا ولد العجلية ، بعدما تمرغت بسببه، سمعة الجزائر ونساء الجزائر وغلمان الجزائر ومِثلِيو الجزائر.. حتى أن “فخامته” السي عبد المجيد تِسلم الأسامي، أقصاه من اجتماع الذباب الإلكتروني في قمة (أيفون 14).. فخرج مباشرة بعدها، بونيف مسعورا مذلولا محكورا، مسجلا مقطعا بئيسا يشتكي فيه الإقصاء والتهميش..
وهذا يجرنا لنصيحة الدكتور الصنايبي التي وجهها عدة مرات لدومير التقني البيطري والمؤرخ الهجين.. ناصحا إياهم بأن يقفزوا من المركب الذي سيغرق به قريبا، بعدما ينفضح أمرهم ويفشلوا في سعيهم وتُحرَق أوراقهم.. أمام حقائق التاريح والثقة فالوثيقة والمراجع التاريخية والحجة والبرهان.
طاطا ولد العجلية، وجد نفسه في الأسبوع المنصرم أمام تسريبات وفضائح بجلاجل يرويها وينشرها جزائريون، بالصوت والصورة عن شبكات بوسبيية جزائرية بالكامل.. بدءا من القوادين بالجزائر، إلى العاهرات من الجزائر، إلى القوادين خارج الجزائر، بكل من فرنسا وتركيا ودبي ووو فضلا عن تسريبات فضائح عاهرات جزائريات يمتهن مهنة بوسبير مقابل كيلوغرام واحد فقط من البنان بمارسيليا الفرنسية.. أو مقابل “ساندويتش Tacos” فقط بالجزائر..
طاطا ولد العجلية، في ردة فعل بائسة، ترك التطرق لهذه الفضائح البوسبيرية الجزائرية في الداخل والخارج الجزائري.. فتوجه بالنقد والشتم والسب في وجه أمير دبي وإمارة دبي ناعتا إياها بإمارة الدعارة وليست إمارة المال والاقتصاد والأعمال..
وهو الأمر الذي أغضب بالتأكيد العسكر الحاكم، الذي جُلُّ أرصدته من أموال النفط والغاز المنهوبة والمهربة متواجدة ببنوك الإمارات. فضلا على أن الإمارات المتحدة هي من تملك شركة التبغ بالجزائر وهي المتحكمة في مصانع الحديد بالجزائر وهي من تدير وتسير كل موانئ الجزائر..
في هذا السياق خرج بونيف، حفيد أم حسن و سليل البوسبيريات، في تدوينة غريبة بشكل جديد مستسلم ومنهزم وتائب، مطالب للسماحة فقط.. ولعل الضربة جائته من قصر المرادية بالثقيل هذه المرة.. حيث دَوَّن قائلا “أعلن عن توقيف كل معاركي مع المخزن وإعلامه.. وانسحابي النهائي. وأسئل الله أن يصلح الأحوال”
تدوينة بئيس يائس، كان يظن أنه يجاهد ويقاوم.. وينشر النصائح والصلاح ورسائل السلام .. فما أتعسه وما أتعس من ربته وقراه ..
ويبقى التساؤل مشروعا: من سيكون التالي.. دومير مثلا أم حفصي المضحك أم الإطفائي؟ دراجي أم بن قنة؟