تمغربيت:
تحتفظ الذاكرة الشعبية بترديد مثل باللهجة المغربية “السلاويين تيحماقو مور العصر”.. ولهذا المثل قصة قديمة ربما لا يعلمها الجميع.
يفصل نهر أبي رقراق بين مدينتي الرباط و سلا، ويجمع بينهما التاريخ والجغرافيا.. حيث كان أهل سلا، الذين يذهبون بعد العصر لقضاء مختلف الأغراض والأشغال خارج الأسوار يغلب عليهم طابع الإستعجال للعودة إلى المدينة قبل أن توصد أبوابها مع آذان المغرب.. ونظراً لحالة التأهب الدائم في تلك الفترة، نتيجة الوضع العسكري المعروف آنذاك.. وهو الأمر الذي كان يبدو ظاهراً على تصرفات السلاويين، فقد كانوا يصابون بالخوف والهلع مخافة المبيت خارج أسوار المدينة.. الشيء الذي يمكن أن يعرض حياتهم للخطر من طرف اللصوص وقطاع الطرق.
ومن هنا فإن مقولة “السلاويين تيحماقو مور العصر” إنما هو مثل يصف حال السلاويين في الفترة ما بين العصر والمغرب من كل يوم.
وقد كان نهر أبي رقراق الحارس الذي لا ينام، ترسو على ظهره سفن البحارة المجاهدين، وزوارق القراصنة، إضافة إلى المدافع المنصوبة فوق القلاع والقصبات المحيطة بالمدينتين، كقصبة شالة، وقصبة الأوداية، لردع أي خطر يهددهم، وحتى تنعم المدينتان بالأمن، وتستمر الحياة على وتيرة هادئة.