تمغربيت :
لاشك أن المدرب سعيد شيبا خطف الأضواء بشكل خاص، بمناسبة نهائيات كأس إفريقيا 2023 للفتيان أقل من 17 سنة التي أقيمت في الجزائر مؤخرا.. خطف شيبا الأضواء وسط اهتمام عربي بالمنتخب المغربي، وكذا العلاقات المغربية الجزائرية.. وكواليس وأخبار الحرب العبثية والعبيطة التي أبدعها العقل والفكر التبوني العسكري، في زمن يتوجه فيه العالم نحو الذكاء الصناعي. عجبا.
الجميع كان يتابع التفاصيل..
فالمشارقة قبل المغاربة اهتموا بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل، لحظة بلحظة، حول إمكانية أو عدم مشاركة المنتخب المغربي.. في سياق استمرار الحظر الجوي الأحادي الجانب من طرف البلاد المنعزلة والمعزولة.
وكانت مناسبة للمشارقة والمغاربة بأن استمتعوا أخيرا بتمريغ أنف عسكر الجزائر من طرف الفيفا هذه المرة.. حيث أرغمتهم هذه الأخيرة على استضافة المنتخب المغربي على غرار جميع المنتخبات بواسطة طائرة مباشرة تحت طائلة عقوبات قاسية (بالمناسبة الفيفا ماشي هي الكاف طبعا).. وبالتالي عدم الخلط بين الرياضة والسياسة. فأحبطت مناورات الجزائر العبيطة، وأفشلت بطولاتها المزيفة من قبيل إرغام المغاربة على احترام الرون بوان وبلابلابلا
العسكر يمارس الإرهاب على فتيان الجزائر
ولعل الاهتمام زاد أكثر حينما مارس العسكر إرهابا سيكولوجيا على فتيان أقل من 17 سنة، حيث طافوا بهم سبع مرات.. بدءا بطوافهم لمسجد بوتفليقة لأخذ بركة الإمام، إلى تزويرهم (من زار يزور وليس زوَّر يزوِّر) لضريح العسكر وضريح قوات الطوارئ.. وضريح الوقاية المدنية وضريح الشهيد بلارج يا طويل الgايمة وووو حتى إذا نازلوا منتخب المغاربة الأشبال، يوم الواقعة.. مُنِيوا بِشَر هزيمة في عقر الدار (3-0)، أصابت دراجي بجلطة دماغية والعسكر بأزمة صوتية وبونيف بسكتة بوسبيرية.
رجع القوم إلى رشدهم لأول مرة منذ 2019؛ حيث ابتعدوا قليلا عن “نظرية المؤامرة”، ولقجع، والكولسة.. والميل فاي ووو فقرروا اللجوء إلى التحليل الرزين الذي تقتضيه مهنة الإعلام وهي تشخيص سلبيات الرياضة الجزائرية وسوء تدبير وتسيير الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.إلخ.
سعيد شيبا يخطف الأضواء..
ولعل سعيد شيبا كان أكبر من خطف الأضواء داخل المغرب وخارجه وداخل الجزائر وخارجها. فالرجل صعد بمنتخب لم يكن ضمن المرشحين الأوائل لنيل الكأس.. إلى لعب مباراة النهاية ضد السنغال. والرجل خطف العقول بخطابه الفريد، الرزين والجميل، عبر الندوات الصحفية. فالجميع كان يشفق عليه، وينتظر ردات فعله العنيفة أو زلات لسانه أو كثرة أخطائه.. والكل أيضا كان ينتظر من صحافة العسكر والعار بالجزائر أن تكون في الموعد بتراهاتها واستفزازاتها وسلاطة لسانها (الله يلعنها سوء تربية)
إلآ أن المغاربة والجزائريين والمشارقة كانوا على موعد مع سعيد آخر.. سعيد الرجل وسعيد المثقف، سعيد الخبير في مجال “التواصل communication” وسعيد الخلوق.. سعيد خطف الأنظار؛ فالرجل يشكر أصدقائه الجزائريين الأحرار المرحبين ب (خاوتهم المغاربة) الذين لا يتقاطعون مع الأجندة العسكرية العدائية.. والرجل يجيب بلغة البساطة والوضوح والمضمون الإيجابي.
والرجل يعرف ويعي جيدا السؤال المستفز والخطاب الهابط من قبيل بعض الأسئلة التي ترجع بالسي سعيد للشان أو لقجع أو اتجاه الطائرات المغربية والرون بوان وبلابلابلا.. ويعرف كيف يتعامل معها وكيف يتم تحييدها بسلاسة لا يستطيعها إلا صاحب قلب أبيض وعقل ذكي وأخلاق حميدة وخبير في “الكومينيكايشن”
استفزاز ورد..
سعيد تعرض لاستفزاز بليد وغبي أراد صاحبه الصحفي برتبة سارجان في العسكر أن يرجعه إلى الشان واتجاه الطائرة والرون بوان ووو.. فكان الرد من جهة سعيد لبقا أرجع صاحبه إلى رقعة الملعب والكرة الدائرة والروح الرياضية إلخ.. كما انبرى أحد الجزائريين الواعين المحترمين لأنفسهم ولبلدهم لهذا المستفز حيث قمعه بتذكيره بأن سؤاله خارج عن نهائي كرة القدم. مما تسبب في نوع من اللغط والقيل والقال وكثرة الشؤال والنباح..
واللطيف في الأمر،و الذي أثار مواقع التواصل في المشرق والمغرب.. كان تركيز الكاميرا على السي سعيد وهو يحنزز ويُحدِّق بعينيه مثل المتصارعين والملاكمين إلى ذات الصحفي السيرجان وهو يردد في وجهه كلمات يعرفها أهل الجزائر والمعرب جيدا.. ( ريّح الارض ريح ريح ) وهو يُدير رأسه باتجاه الخارج بمعنى (ريّح الارض ولّا يالاه نخرجو لبرّا نتفاهمو) مما أسكت السيرجان تماما.. يخافوا ما يحشموا.
برافو سعيد.. وأيضا برافو أشبال الأطلس
إذا برافو لسعيد الأسد اللاعب وسعيد المدرب وسعيد المثقف وسعيد الأسد اللي يريّح كل مستفز لللارض بجوج كلمات ونظرات ثاقبة فقط.. برافو لللأشبال اللي قريبا قريبا سيصبحون شبابا وأسودا مثل من سبقهم.. برافو، فقد سحقوا نيجيريا، برافو فقد انتصروا على السنغال، ثم برافو فقد تجاوزوا مالي.
لكن للأمانة وللتاريخ وحتى للجغرافيا حيث أن النهائي تم بجغرافيا الجزاير.. برافو على النتيجة الثقيلة في عقر الدار/ 3 لصفر.. حيث أن هذه المباراة ألجمت بونيف والدراجي ووزارة الدفاع والوقاية المدنية وحتى أئمة المساجد من رتبة سارجانات.