تمغربيت :
عبد الكريم الخطابي مهندس ومخطط معركة أنوال، ومخترع تكتيك حرب العصابات.. ملهم تشي جيفارا وماو تسي تونغ مؤسس الصين الجديدة، أسد الريف المغربي الذي وقف العالم إحتراماً لشجاعته.
لقد كان الجنرال سلفيستر منتشيا بإنتصاراته، التي حققها في الحرب العالمية الأولى.. وصاحب ثالث أقوى جيش بالعالم آنذاك، كانت ثقته بنفسه زائدة إلى درجة الكبر.. فقرر التقدم ومهاجمة منطقة الريف، ليرسل البطل عبد الكريم الخطابي رسالة مفادها “إن تخطيت الحدود ستقع كارثة إنسانية”.. فإستهزأ الجنرال سيلفيستر برسالة الخطابي ليجيبه بأنها ستكون نزهة في جبال الريف ليس إلاّ..
أمام هذا التحدي والغرور الاستعماري، قام البطل المغربي بجمع قبائل الريف على كلمة الحق، ووحد صفوفهم، وأوصل إليهم فكرة إن كانت المعركة تخاض بهم، فلابد أن يشعروا بأنها تخاض لهم، فكانت خطة عبد الكريم الخطابي أننا سنقتل العدو بسلاحه..!
وصل بعدها الجنرال سلفستر على رأس جيش يفوق تعداده 23 ألف من خيرة الجنود الإسبان، مع أحدث الأسلحة والدبابات إلى منطقة الريف المغربية، فلم يجد إلاّ مقاومة خفيفة من بضع عشرات من المجاهدين المغاربة الذي كانوا يعترضون طريق الجيش الإسباني بين الفينة والأخرى، لتكون جرعة زائدة من الغرور للجنرال الإسباني، وبعد توغله في المنطقة وإستراحته لمدة ثلاث أيام، بدأت تتسلل نشوة الانتصار إلى نفس الجنرال، ليفاجئه عبدالكريم الخطابي بنزوله إلى الميدان بنفسه، جاراً معه كتائب كان يخفيها وراء التلال، يعرفون البلاد حجراً وبشراً، فقتلوا أكثر من 15 ألف إسباني في هزيمة ساحقة، وإنتصر عبد الكريم الخطابي في معركة كتبت حروفها من ذهب، ويشهد لها التاريخ، بجيش لم يكن يتعدى 4000 رجل فقط.
معركة أنوال شكلت درساً قاسيا للجنرال الإسباني المغرور، الذي ينطبق عليه المثل المغربي “جا لبلاد الشوك وبغا يمشي حفيان”، فلم يستوعب الهزيمة، ليتم العثور عليه مقتولا، كما تشير بعض المصادر إلى أنه قد تم العثور على جثته قرب سيارة بابها مفتوح على بعد كيلومترات من أنوال، بينما إحدى الروايات تقول بأنه انتحر.