تمغربيت :
بقلم الأستاذة: فتيحة شاطر
مع كل نزاع مسلح بين إسرائيل وفصيل فلسطيني على قطاع غزة.. تظهر للوجود عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أخبار ومواضيع بل وحتى صورة ومقطع فيديو.. عن إشاعة وكذبة كبيرة لا يصدقها إلا غبي أو أحمق، مفادها تواجد جنود مغاربة ودبابات مغربية تحارب ضد الفلسطينيين بجانب إسرائيل.
صور ومقاطع فيديو توجد على المواقع لكن لا أثر لها في القنوات العالمية الأمريكية ولا الأوربية ولا العربية. مثلها مثل الحرب الوهمية للبوليساريو ضد الجيش المغربي والتي وصلت بياناتها الحربية إلى 700 بيان ربما.
ملاحظة لا يطرحها الأغبياء.
والحقيقة أن إسرائيل حاربت عدة مرات ضد الجيوش العربية مجتمعة وتمكنت من سحقهم وعلى جبهات عدة وليس على جبهة واحدة. فهل ستحتاج إسرائيل لجيش ما كي يساعدها على قصف قطاع غزة ؟ سؤال لا يخطر على أذهان الأغبياء أيضا.
وذريعة هؤلاء الجزائريين وبعض الفلسطينيين أيضا، وجود صورة ومقطع فيديو غير واضحين كفاية، تظهران فيهما دبابات رافعة لرايات حمراء، إلى جانب دبابات أخرى ترفع رايات إسرائيل وهي تقصف قطاع غزة.
الصورة والمواضيع ومقطع الفيديو ينتشر في كل مرة ومع كل اعتداء إسرائيلي على قطاع غزة، منذ سنوات. وهذه المرة أيضا انتشر كالعادة ومعه اللايكات والتعليقات المتهجمة على المغرب ووو
هي نفس الصورة ونفس المقطع سيظهر العام المقبل وفي 2027 و 2030 بالتأكيد.. لأن بعض رواد الأنترنيت محبون للرداءة وعاشقون للشاو والتفاهة. فلا عجب أن التفاهة تجني ملايين المتابعين واللايكات مقابل تواضع الأعداد والأرقام حين يتعلق الأمر بالمواقع الجادة.
والحقيقة أن نظرة بسيطة للدبابات يتبين أنها بالكامل مركبات الميركافا الإسرائيلية التي تمتلكها إسرائيل وحدها ولا يمتلكها أي جيش عربي.. فمن أين للمغرب أن يمتلك مثل هاته الدبابات؟ أسئلة وملاحظات لا ينتبه إليها الأغبياء.
كما أن البحث عن الصور يقودنا مباشرة إلى سنة 2014 .. فالصورة وزّعتها وكالة فرانس برس بتاريخ: 05/ غشت/ 2014 وهي تظهر انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة آنذاك.
والبحث يقودنا أيضا إلى الصحفي ملتقط الصورة الذي يؤكد أنها رايات إسرائيلية: حيث يؤكد توماس كويكس، الصحفي والمصور في وكالة فرانس برس، الذي التقط الصورة أن ما يظهر (الرايات الحمراء) ليست علم المغرب ولا تحمل نجمة خماسية خضراء، بل هو علم إحدى وحدات الجيش الإسرائيلي المدرعة.
كما أن البحث يقود أيضا لصورة أكثر وضوحا ملتقطة في نفس التاريخ توثق نفس الحدث منشورة على وكالة “أكتيف ستيلس”، حيث يظهر العلم الأحمر عن قرب وهو ليس علم المغرب..
فإلى متى يستمر غباء العسكر الجزائري.. وإلى متى يستمر مسلسل “بغلنة” الشعب الجزائري واستغباء باقي الشعوب العربية؟.. ولماذا مثل هاته الخزعبلات لا تنطلي إلا على العرب دون غيرهم؟؟