تمغربيت :
يأبى نظام العسكر إلا أن يتحفنا بمزيد من الأساطير والخرافات.. ولا نشك أن في قابل الأشهر أو السنين، سنسمع بأحفاد الملك سليمان الذين يقطنون حاليا بالجزائر.. سيدنا سليمان الذي سخر له الله الطير والريح وعفاريت الجن الطائرة والغائصة في أعماق المياه وكل ما يخطر ولا يخطر على تصور بشر.
فلم ننته بعد من أسطورة بلارج يا طويل الgايمة، شيخ المجاهدين وشيخ الشووهااضاا.. أسطورة ما زلنا ننتظر تحقيقها من طرف المؤرخين الهجن أمثال المحقق والمؤرخ البيطري دومير.. والمحقق والمؤرخ الإطفائي صالح بارودي على غرار تحقيقات الألباني في علم الحديث.
من صدمة بلارج إلى سلوgية البغلة المجاهدة والحجرة المجاهدة..
لم نستفق من الدوخة والصدمة التي فعلتها فينا قصة بلارج.. حتى أطلت علينا قناة جزائرية رسمية -وسطر لي على رسمية- فالأمر هناك جد وليس بالهزل. أطلت علينا بتقرير أو تحقيق أو توثيق.. لصخرة جزائرية مجاهدة قاومت الاستعمار الفرنسي عام 1852 (حيث لم تكن مقاومة بالجزائر أصلا، فالأجير عبد القادر يا بوعلام، كان ينعم ويتنعم في سوريا مع أسياده الفرنسيين). الصخرة السجينة ( الحجرة المباصية ) كما يطلق عليها الجزائريون.. قتلت سنة 1852 أحد الجنود الفرنسيين الساهرين على إنجاز أحد المشاريع الفنية الكبرى آنذاك. فقررت وفكرت وقدّرت فتكركبت وتدحرجت فدكّت الجندي دكّا دكّا فأردته قتيلا قتيلا.. قبل أن تستقر شامخة شامحة، على جنبات الطريق رافعة رأسها، إن كان لديها رأس طبعا.. وهي تنشد وتقسم : بالماحقات الساحقات والجبال الراسيات والأحجار المتكركبات والصخور المقاومات، وتصرخ بشعار ” وان تو تري فيفا لانجيري – one two tree viva lanjiri”.
إعدام الشجرة المجاهدة..
صخرة عانت من خلل عقول الفرنسيين (حسب الرواية الجزائرية) الذين قرروا محاكمتها بمحكمة عسكرية (كذا قالوا) عجبا. فسلسلوها بسلاسل غلاظ ، لمدة 35 سنة ، مع الحكم برميها بالرصاص كل سنة في يوم ذكرى مقتل الجندي الفرنسي.
هكذا يتم صبغ الأصبع والعقل الجزائري بالأزرق
هكذا تتم بردعة الرأس الجزائري المربع
هكذا تتم –بغلنة- الرأي العام عبر الوسيط الإعلامي الرسمي (المصطلح الجديد للدكتور الصنايبي لوصف الحالة البئيسة والمشروع الممنهج لتزوير التاريخ هوووك)
وهكذا يصر العسكر منذ عام 62. عام نشوء الدولة بجغرافيا الجزائر، على الرجوع بذاكرة الشعب دوما إلى التاريخ الحديث (لعدم وجود تاريخ ماقبل 62 طبعا) مع سرديات وحكايات وأحجيات وحكواتي ألف ليلة وليلة عن المقاومة والثورة والنضال والثوار وخط النار والشووهااضاا ومكة الثوار ومنبع الرجولة والرجال وبلابلابلا.
أما التاريخ الموثق، يا سادة يا كرام، فيحكي الحقيقة لا الأساطير.. التاريخ يحكي أن المغاربة ملكا وشعبا أولا، والتوانسة وبورقيبة ثانيا وعبد الناصر ثالثا وآخرون رابعا.. هم من كانوا وراء استقلال (أو بالأحرى وانفصال الجزائرعام 62) وليس الطير ولا الصخر ولا الحجر ولا البغال.. فمثل هكذا معجزات مؤيدة للوحي الإلهي خَصّها الله بأنبيائه ، وأبرزهم في هذا الباب سيدنا سلميان عليه وعليهم السلام جميعا. ولم يؤيد بها الأجير عبد القادر يا بوعلام، ولا المحكور بن بلة، ولا الشيوعي بوخروبة.
رفقا رفقا بعقول البشر – فزيدوا ما شئتم في أعداد الشوهادا – و لا تكلمونا عن مقاومة الطير والحجر-