تمغربيت:
وأنت تتجول في الدائرة الخامسة بقلب العاصمة الفرنسية باريس.. لايمكن لعينك أن تخطأ روعة المعمار المغربي الخالص، ذلك المعمار الذي يجسده المسجد الكبير بباريس.. والذي تم تشييده تكريماً للجنود المغاربة الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية.
في ذلك التاريخ، دشن السلطان المغربي مولاي يوسف بن الحسن، رفقة الرئيس الفرنسي آنداك دومارغ هذه التحفة والمعلمة المغربية.. الذي يعتبر أكبر مسجد في فرنسا بمساحة تبلغ 7500 متر مربع، وترتفع مأذنته 33 متر ويتسع المسجد لأزيد من ألف مصلي.. فيما تتسع ساحته لألفى مصلي، ليصل إجمالى المصلين الذين يمكن أن يسعهم إلى 3000.. وعند مدخله توجد حديقة تتوسطها نافورة جميلة تذكّر بحدائق قصر الحمراء في غرناطة، ويغلب على الهندسة المعمارية للمسجد الطابع المغربي الموحدي المستوحى من مدينة فاس العريقة.. من خلال النقوش والزليج الفاسي، حيث تم الإستعانة بأمهر الحرفيين المغاربة من مدينتي مكناس وفاس.
إنه المغرب الذي يعتبر محور ومركز هذا المعمار، وهو إرثنا ولنا حق الافتخار به وتصديره للخارج كعلامة مغربية غير قابلة للتقليد، فيما تحاول الجارة الشرقية جاهدة شراء بعض الأقلام الصفراء من أجل إضافة كلمة التلمساني أو الجزائري لتغدية فقرها الحضاري.. ليقبى المغرب سيد الواقع لا المواقع.