تمغربيت:
* أسئلة لا معنى لها بالنسبة لنا بشمال إفريقيا
تخيل لو سألك مهبول مثلي: هل تعرف شيئا عن دولة البيرو Pérou؟.. جغرافيتها مثلا – واللغة أو اللغات الرسمية التي تتكلم بها ساكنة البيرو.. واسم رئيسها الحالي – وعِيدُ استقلالها وما هي الدولة التي استعمرتها الخ؟.. فلا شك أن استحالة الإجابة عن 9 أسئلة من عشرة سيكون امرا عاديا وطبيعيا.. وحتى الإجابة الواحدة من عشرة ربما تكون خاطئة وهو أمر جد طبيعي أيضا..
بل “ستنظر إليَّ نظر المغشي عليه من الموت”؛ على أحد شروح وتفسير الطبري الذي قال به يونس، عما أخبره به ابن وهب، عما قاله ابن زيد, في قوله تعالى: ( يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ) قال: هؤلاء المنافقون طبع الله على قلوبهم, فلا يفقهون ما يقول النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. فالأكيد إنك لن تفقه شيئا مما أقول ولن تأبه للأسئلة المطروحة، بل لن تنفعني كثير منفعة لا أنا ولا أنت الأجوبة الصحيحة عنها.. كوننا ببساطة من ساكنة شمال إفريقيا لا يربطنا الكثير بدولة واقعة بأمريكا الجنوبية من الجانب الآخر من القارة، المطلة على اليابان وآسيا.
فماذا سيزيدني ويزيدك إن علمنا أن اللغة الرسمية بالبيرو هي اللغة: الإسبانية أولا، والكيشوا Qechua ثانيا الخ.؟
أو أن تاريخ استقلال البيرو وقع سنة 1821 من المستعمر الإسباني؟
و أن عملة البيرو هي السول sol؟
أو أن البيرو جغرافيا تقع في غرب أميركا الجنوبية، ولها حدودا مع الإكوادور وكولومبيا والبرازيل وبوليفيا وتشيلي ومن الغرب طبعا المحيط الهادي؟
* أسئلة أصبحت الآن لها معنى
والآن تخيل أن كل ما مر من أسئلة من قبيل الخَرَفِ والقَرَفِ والكلام الخاوي. لا يساوي شيئا أمام الأسئلة التالية؟:
هل تقرأ أحيانا أو دائما لصحافة وإعلام البيرو؟ وكأني طبعا تخيلتك تجيبني بنعم، فتجرأت عليك أكثر – وزْدْتْ في هْبالي – فسألتك هل تتابع مقالات الاعلامية البيروفية Sigrid Bazan؟ فالأكيد أنك (غادي تْشِيّْرْ عْلِيَّ بشي هراوة للراس).
مناسبة هذا الخَبل والهَبل أيها القارئ المحترم هو أن هذه الإعلامية النكرة عندنا في شمال إفريقيا والتي لا تهمني ولا تهمك معرفتها ولا معرفة ارتباطها بسفارة الجزائر بالعاصمة ليما Lima وموالاتها للأطروحة الانفصالية. توجد حاليا قيد التحقيق على خلفية تحويلات بنكية على حسابها بقيمة 258 ألف دولار أي أكثر من ربع مليار سنتيم مغربية نزلت عليها من “السما”، فسماء اتباع شبه دولة هوووك تمطر عليهم نقدا بالعملة الصعبة عجبا..
* أين ذهبت أموال النفط والغاز منذ 60 سنة؟
فإذا كان أمثال هؤلاء وأولئك النكرات بالنسبة لشعوب شمال أفريقيا، يتقاضون مثل هكذا مبالغ طائلة من أجل خرجة إعلامية أو تصريح صحفي أو مقالة صفراء، حتى فخامته زين الأسامي ورئيس الأركان شنقريحة صاحب الخوذة العسكرية للحرس الفرنسي، لا يتابعونها.. فماذا عن أعضاء بالكونجرس الأمريكي أو البرلمان الأوربي والمحكمة الأوربية وحفيد مانديلا وأمثاله والدراجي ومن على شاكلته ودومير ومن يعالجهم من البهائم والعجول وحسن بوسبير ابن أم حسن البوسبيرية الخ ؟ تخيل المبالغ التي يمكن ان تصرف عنهم؟!
فهل استفاق المبردَعون وأصحاب السترة الصفراء عفوا أصحاب الأصابع الزرقاء من نومهم العميق الذي طال؟ أم أننا أمام شخصيات (كهف أفلاطون) الذي أجزم أنه كتبها خصيصا لهذه الغالبية من الشعب الجزائري.. ولربما كان أفلاطون جزائريا ونحن لا ندري.. هل استفاق – ففاق – ثم عاق، أين تصرف أمواله وأموال النفط والغاز والحديد؟