تمغربيت:
سؤال وجيه ذاك الذي طرحه د. عبد الحق الصنايبي أكثر من مرة سواء على الهواء/live في برنامجه الخاص.. “الثقة فالوثيقة” أو في لقائه الرابع مع أسعد الشرعي: “لماذا كان يُعيَّن قناصلة في جغرافيا الجزائر مقابل سفراء من/وفي المغرب؟ وأيضا في اسطنبول وفرنسا وانجلترا؟
قليلون جدا من يتبادر إلى ذهنهم مثل هكذا سؤال.. ولعل المنشغلين بالعلوم والدراسات السياسية والعلاقات الدولية هم من يهتمون بهذه التفاصيل والجزئيات بحكم التخصص.
*تحدي المليون دولار..
د. الصنايبي يُفصل ويُحدد أكثر: “هل سمعتم بسفير ما من دولة ما عُين بإيالة ووصاية الجزائر؟”.. ثم يرفع من الوتيرة ليصبح السؤال على شكل تحدي لأي باحث أو مؤرخ أو خبير جزائري.. قبل تحدي من هم على شاكلة الدراجي وطبيب البعير والبهائم.. الذي أصبح عندهم بقدرة قادر مؤرخ الجمهورية (دومير على وزن حومير).. بل يحدد مبلغا قدره مليون درهم، رفعه إلى مليون دولار، ثم رفعه إلى سقف مليون جنيه استرليني، جائزة لمن استطاع الى الجواب سبيلا..
*دعوة أسعد الشرعي..
فما كان على اليمني أسعد الشرعي إلا أن دعا جميع الجزائريين برفع التحدي على المباشر على طريقة (من سيربح المليون؟).. وبالمناسبة، فطيلة الحلقات الأربعة ما فتئ الشرعي يتوجه في كل حلقة إلى الجزائريين بالرد على دفوعات وأقوال د. عبد الحق الصنايبي.. لكن دون جدوى ودون رد، لا من جانب مزوريهم ولا من أكابرهم.. اللهم التعليقات بأكوام من السب والشتم.. مثل الذي تعرض له مؤخرا المؤرخ الفرنسي برنارد لوغان من طرفهم أيضا، على إثر مقالات له يؤكد فيها اقتطاع فرنسا الصحراء الشرقية من المملكة الشريفة لصالحها والتي ورثتها منها الجزائر بعد 1962م. .. لوغان الذي رد بالقول عليهم: “البارعون في السب تعوزهم الحجج.”
تحدي الدكتور الصنايبي يشمل جميع الحقب إلى غاية 1962، سنة انفصال الجزائر عن فرنسا الأم بتقرير مصير ثالث بعد تقريرين للمصير بفرنسا، على مقاس وشروط اتفاقيات ايفيان. بدون اعتذار ولا جماجم ولا وثيقة استقلال.
هذا التحدي نُشر على موقع الشرعي الشائع الصيت.. وعلى قناة د. الصنايبي.. كما تناقله العديد من اليوتيوبرز المشهورين.. لكن؛ ولا أحد يرد من جهة «سيدي معافة” بشرق وجدة ولا من جهة “جوج بغال” بوجدة ولا من الجهة الشرقية للحدود المغربية عموما.. وكأن شعب هذا البلد -غير العريق و غير الضارب في التاريخ والذي لا يتجاوز تاريخ استقلاله عمر أغنية توبة وفيلم أيام وليالي بالأبيض والأسود للراحل عبد الحليم حافظ. لم ينجب مؤرخا ولا حتى باحثا في التاريخ.
صاحب الثقة فالوثيقة يشرح أن السفراء كانوا يُعتمدون في الباب العالي بإسطنبول على اعتبار أنها دولة وإمبراطورية.. وكذلك الحال بالنسبة للإمبراطورية الشريفة.. وفرنسا الملكية وبريطانيا العظمى .
لكن أبدا لم يكن كذلك الأمر يوما في التاريخ بالنسبة لجغرافيا الجزائر في جميع حقبها التاريخية، التي تناوب على حكمها واحتلالها أقوام وشعوب انطلاقا من عواصم شتى.. لذلك لم نسمع ولا بسفير واحد في هذه الإيالة؛ وأقصى ما نعمت به هذه الجغرافيا هي بضعة قناصله. ذلك أن القنصل على مستوى الهرم الإداري والدبلوماسي يكون أقل مرتبة وتابعا للسفير.. السفير الواحد المتواجد بالعواصم فقط مقابل القنصل او القناصلة المتعددون المعينون بالأقاليم أو الجهات أو الولايات.. وهنا علق أسعد الشرعي ساخرا متهكما: (يعني يعني مثلما عندكم في المغرب قنصليات تفتح بالصحراء؟) ليترحم ويرضى عنه الدكتور الصنايبي مستحسنا هذا المثال.