تمغربيت:
* منعطف 18 مارس التاريخي
يُعد تاريخ: 18 مارس 2022، منعطفا في تاريخ العلاقات المغربية-الإسبانية.. بعدما غيرت إسبانيا موقفها التاريخي (المحايد/ المنطقة الرمادية/ الغير واضح) بشأن مغربية الصحراء الغربية المغربية. ولنقل أنها تراجعت عن كل ما تبنته من مواقف سياسية لمدة نصف قرن مضت.
مرت إذا سنة كاملة على إعادة العلاقات بين البلدين عنوانها فتح عهد جديد.. وصفحة جديدة في مجال التعاون والصداقة على أساس الثقة والاحترام المتبادل. ولنقل أنها بداية علاقة وتعاون وشراكة على المستوى الاستراتيجي العالي.. في مقابل تدهور العلاقة الجزائرية الإسبانية إلى مستواها المتدني جدا. فكانت الجزائر الخاسر الأكبر من هذا التغيير في الموقف الإسباني.
* موقف إسباني جديد بأبعاد ودلالات كبرى
رسالة سانشيز كما أسلفنا، أفصحت عن موقف إسبانيا (دولة وحكومة) الواضح من مغربية الصحراء.. وضوح الموقف هذا التقطته المملكة المغربية بالعيون والنظارات التي سيحددها خطاب العاهل المغربي بتاريخ 20 أغسطس 2022 بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب؛ والذي يبني على أساساتِه سياستَه الخارجية وعلاقاته الدبلوماسية.
(إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات).
موقف يحمل دلالات كبرى، كونه صادر عن دولة لها دور مفصلي في ملف الصحراء سواء على المستوى الأوربي والأممي. ودولة كانت بالأمس القريب هي المستعمِرة لتلك المنطقة المغربية.
موقف يعتبر بمثابة مصالحة مع الذات، وإجراء لنقد ذاتي بناء، ومراجعة لنصف قرن من المناورة والقفز فوق حقائق التاريخ.
موقف توصلت إليه بعد سنة من الأزمة ثبت أنها عقيمة وبلا جدوى، بعدما خسرت الكثير على المستوى الاقتصادي والتجاري، وانخفاض مؤشرات النمو الاقتصادي.
ولعل الأمر تكرر مع كل من أساء إلى مملكة الأولياء ودخل معها في صراع أو أزمة (المانيا – اسبانيا – الجزائر – تونس. ووو).
* قفزة نوعية في العلاقة بين البلدين
إسبانيا إذا أسست موقفها الجديد على النظرة الواقعية للأمور واستشراف المستقبل والرهان على التنمية والشراكة المتوازنة مع المغرب.
ولم تمر سنة بعد رسالة سانشيز، حتى تمكن البلدان من استئناف عقد القمة المشتركة التي توقفت لعدة سنوات، إيذانا ببداية علاقة جديدة مبنية على الانسجام والتوافق السياسي، وتفعيل الإرادة السياسية للدفع بالتعاون الاقتصادي والتجاري قدما.
سنة قفزت فيها العلاقة بين البلدين قفزة نوعية في عدة مجالات حيوية توجت بإبرام اتفاقيات وعقود في المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي والعلمي والتعليمي؛ شملت البنية التحتية والطاقات المتجددة والقطارات والسكك الحديدية كما شملت ملف الهجرة غير المنظمة والأمن والإرهاب، وعقود شراء فرقاطات بحرية وأسلحة الخ.
وجاء خبر الترشح لتنظيم كأس العالم 2030 المشترك بين إسبانيا والبرتغال والمغرب، كعربون صدق ودليل آخر على متانة ارتباط البلدين بعلاقات استراتيجية جديدة وصلبة.. وأخيرا وليس آخرا، يتم الحديث من جديد عن إحياء مشروع القرن الخاص بربط البلدين وبالتَّبَع ربط القارتين (أوروبا-أفريقيا) عبر نفق (طنجة-طريفة).