تمغربيت:
ظاهرة غريبة..
لا حديث في فرنسا إلا عن ظاهرة الكلاب المسعورة التي ظهرت وانتشرت فجأة في شوارع باريس.. والغريب أن هذا النوع من الكلاب يحمل جينات الحمير والبغال ويستعمل لغة السب والشتم في حق بنو الإنسان.. ويهتف بملئ فيه “أعطوه البنان، أعطوه البنان.. “.
ورغم أن أطباء الحيوانات حاولوا تحليل هذه الفصيلة إلا أنهم عجزوا عن تشخيص أصل الداء ومكمن البلاء.. ولقد خمن بعضهم بأن المشكل يكمن في “الأعلاف” وطبيعة الأكل الذي يتناوله هؤلاء.. والذي مصدره “كازيرنات متعفنة” و”ثكنات متسخة” تُشتم منها رائحة البول الشنقريحية.
الدراسات حول الظاهرة..
وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه الكلاب يعود أصلها إلى فصيلة البشر السفلى.. والتي لا تملك ملكة العقل وتعاني من تشوهات دماغية جعلتها تتقبل الدعاية العسكرية والشحن الكابراني. ومع مرور الوقت “مُسخت” هذه الفصيلة وانحدرت إلى مدارك الكلاب المشوهة.. لأنها فقدت حس الإنسانية وثقافة الاعتراف وأدمنت على الولاء لجلادها والتنكر لأهلها ومن لهم فضل عليها.
لكن الحق أحق أن يقال، فهذه الكلاب تتميز بجانب من البراغماتية، ولا تتحرك إلا مقابل الفتات الذي يُنثر لها هنا وهناك.. وهي أيضا كلاب مطيعة تستمع ل “الأمر اليومي” ولا تعصي أمرا لولي الأمر، وفوق هذا وذاك فهي تتميز بالقابلية للذل والاستعمار والاستحمار.. بل وتفتخر بحموريتها وتعلن ذلك على الملئ.
غير أن مكمن غباء هذا النوع من الكلاب أنه يدمن النباح على السحاب.. ومحاولة النيل من الزعيم الإمبراطوري العلوي الشريف.. ويعشق العيش في الوهم والسراب.. ويستمتع بالطاعة والانبطاح عند العتبات العسكرية والأبواب. ومهما حاولت هاته الفصيلة الادعاء بأنها من جنس البشر إلا أنها ستبقى منبوذة من طرف الحجر والشجر ويلعنها التاريخ وتتبرئ منها الحضارة ويُنكرها التراث.. لأنها كائن مشوه خرج إلى الوجود في غفلة من التاريخ والجغرافيا ويعيش خارج إطار الحضارة والتراث والإنسانية..
وصدق فيهم أبو القاسم الشابي حين قال:
إنِّي أقولُ لهمْ ووجهي مُشرقٌ وعلى شفاهي بَسْمَةُ استهزاءِ
إنَّ المعاوِلَ لا تَهُدُّ مناكبي والنَّارَ لا تأتي على أعضائي
فارموا إلى النَّار الحشائشَ والعبوا يا مَعْشَرَ الأَطفالِ (الكلاب) تحتَ سَمائي