تمغربيت:
تنبيه وتحذير..
حذرنا دائما من تنظيمات الإسلام السياسي، وقلنا بأنهم تنظيمات فوق ترابية يأتي الوطن بالنسبة لهم في آخر الاهتمامات.. وأبعد الولاءات. على اعتبار أن من يدندنون حول مفاهيم الخلافة والخرافة يعتبرون الوطن “مجرد عفنة من تراب عفن” كما قال كبيره الذي علمهم السحر سيد قطب.
إن التنظيمات الإخوانية، بمختلف تلاوينها، تعتبر القضية الفلسطينية مجرد أصل تجاري يتم استغلاله والركوب عليه في تكتيكات الانتشار الجماهيري.. والتي تسبق استراتيجية الاختراق المؤسساتي. ولعل بلاغ “إخوان المغرب” يدخل في هذا التوجه ويشكل تجاوزا خطيرا وافتئاتا على سلطات أمير المؤمنين في المغرب.. والتي تُشكل مصدر استفزاز للتنظيمات الإخوانية التي تحاول منافسته في المشروعيات الثلاث (الشعبية، والدينية والشرعية).
القضية الفلسطينية في نفس مصاف القضية الوطنية..
وإذا كان المغرب قد رفع القضية الفلسطينية إلى مصاف القضية الوطنية.. وجعلها محددا لسلوكه السياسي والدبلوماسي.. فهذا لا يعني المغامرة بالأمن القومي المغربي، في ظل تكالب مجموعة من القوى على المملكة ومحاولة تفتيت وحدته الوطنية والنيل من حدوده الترابية.. والعمل على نشر منظومة صواريخ متقدمة على حدوده الشرقية والجنوبية الشرقية.
في هذا السياق، لم نسمع تنظيم الإخوان في المغرب ينتقد سياسة التسلًّح الرهيبة والخبيثة التي تقودها الجزائر.. ولم نسمع لهم حسيسا وهو ينظرون إلى حليفتهم إيران وهي تسعى لخلق حالة من التوحش في الصحراء المغربية.. من خلال تحريك أحد الملاقط الإرهابية.. ألا وهو تنظيم البوليساريو الإرهابي.
وكذلك لم يخرج أحد من القوم يندد بإغراق الأسواق المغربية بالسلع التركية.. بل وانتصب رموزهم يدافعون عن اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وتركيا والتي كانت وبالا على المغرب والمغاربة.. ويجب العمل على مراجعتها أو إعادة النظر فيها جملةُ.
حقيقة الاجندة الإخوانية..
لقد صدق أحد قيادات الإخوان وأحد مؤسسي التنظيم ألا وهو الشيخ أحمد حسن الباقوري حين قال بأن “الإخوان يحترفون الدين لأغراض السياسة”.. وصدق تقديرنا لهذا التنظيم الذي يُجيد سياسة “الكمون” و”التربص” في انتظار تغير مواقف القوى ليقوم بتهييج الجماهير.. والعمل على محاولة خلق حالة من الاحتقان السياسي والاجتماعي يجيد الركوب عليها من أجل تحقيق أهداف السياسة.
إن بلاغ الديوان الملكي كان صارما في إخراس الألسن وتنبيه الغافلين والمرجفين.. ولسان الحال يقول “الملك وأمير المؤمين هو الممثل الأسمى للأمة.. وهو الأعرف بمصالح البلاد والعباد وهو أيضا المسؤول عن الدفاع عن حوزة الوطن والمملكة في دائرة حدودها الحقة”.