تمغربيت:
* المؤلف والكتاب
في مؤلفه: “المَلَكية المُواطِنة في أرض مسلمة: كيف بلور محمد السادس نموذج تديّن كوني”، باللغة الفرنسية.. ” Une monarchie citoyenne en terre d’islam” .. يدعونا د. عبد الله بوصوف – أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج.. للتفكير والمدارسة في مشاريع تدبير الشأن الإسلامي بالمغرب وخارجه.. كإطار عام ودينامية عامة، مؤسسة على قيم الإسلام الوسطي المعتدل.. تقودها منذ قرون وتحميها مؤسسة إمارة المؤمنين، بدءا من المولى ادريس الأول (172ه) إلى يوم الناس هذا.
إنه نموذج إسلام وتديُّن مُنزّل في إطار سياق جغرافي وثقافي مغربي.. استمد فلسفته وعقيدته وتوجهه العام من: – المذهب السني مذهبا.. وفقه المدرسة المالكية منهجا فقهيا – والعقيدة الأشعرية منهجا عقديا للتوحيد – ومدرسة الإمام الجنيد في السلوك والتصوف منهجا روحيا. نموذج في إطار عام يضبط ويؤطر مشروع تأهيل وهيكلة الحقل الديني بالمغرب.. كما يباشره علماء الأمة تحت إشراف العاهل المغربي حاضرا.. وكما كان الحال مع سلاطين المغرب سابقا وتاريخا.
* تأهيل الحقل الديني بالمغرب
اشتغل المؤلف على مشروع إعادة تأهيل الحقل الديني الذي باشره العاهل المغربي محمد السادس بتوسع وشمولية. فتضمن الكتاب بذلك مجموعة من المقدمات المنهجية لدراسة الحقل الديني. ومجموعة من العناوين الكبرى والفرعية. وكذا القرارات الخاصة بتنظيم مؤسسة العلماء.. فضلا عن مؤسسة إمارة المؤمنين.
وبالتالي تطرق وبسط عددا من العناوين والمفاهيم والمصطلحات من قبيل: “التراث التاريخي على ضوء تحديث الدولة والحقل الديني”.. “التراث التاريخي الداعم لإصلاح الحقل الديني.. وإسهام مؤسسة إمارة المؤمنين وكذا المؤسسات العلمية في مباشرة الإصلاحات في الحقل الديني”.. “إصلاحات وما قام به العاهل المغربي في مجال ترميم الشأن الديني”.. “هيكلة وتنظيم مؤسسات العلم والعلماء داخل المملكة وخارجها.. من قبيل المجلس العلمي الأعلى أوالمجالس العلمية الجهوية أو الرابطة المحمدية للعلماء أو معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.. او مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وغيرها”.. “مسار وتطور نموذج التدين في سياقه المغربي الذي مثّل الغرب الإسلامي عبر التاريخ.. بتميزه كنموذج للإسلام الوسطي المعتدل، الداعي إلى قيم التسامح والسلم والعيش المشترك، المواجه للإرهاب والتطرف”
* ثنائية الدين والسياسة في النموذج المغربي
كما بسط في موضوع “ثنائية الدين والسياسة” في إطار وسياق الأمة المغربية والمجتمع المغربي والدولة المغربية بمرجعية إإسلامية.. فشرح وفصّل في علاقة الدولة المغربية بالدين والسياسة، ودور مؤسسة إمارة المؤمنين في تنظيم وتسيير وتدبير هذه العلاقة عبر مؤسسات العلم والعلماء.. خصوصا المجلس العلمي الأعلى. وأسُسِ شرعية ومشروعية المؤسسة الملكية عبر البيعة وإمارة المؤمنين.. باستحضار بعدها التاريخي منذ المولى إدريس الأكبر وبعدها القانوني والسياسي الدستوري.
* ثلاثية ثوابت الأمة المغربية
الدكتور بوصوف تطرق أيضا لثوابت النموذج المغربي في التدين بأبعاده الثلاثة؛ – من عقيدة اشعرية لأهل السنة والجماعة، موازنة وجامعة بين العقل والنقل – وتمذهب فقهي ومذهب مالكي سَلِس ومُيسَّر وليّن، متميز بالتكيف والتأقلم مع سياقات مجتمعات افريقية وعربية وغربية الخ بأصوله وفروعه التي تجاوزت ال16 أصلا فقهيا ! وتصوف سني عملي يروم تهذيب السلوك الأخلافي والروحاني
الذي يشترك فيه الإسلام مع الانسانية جمعاء، ومع المرجعيات الدينية الأخرى.