تمغربيت:
يوما بعد يوم تظهر الوثائق التي تؤكد وقوف المغرب إلى جانب “الثورة الجزائرية”.. وتقديمه لمختلف أنواع الدعم اللوجيستي والسياسي والإعلامي والدبلوماسي وحتى الإداري. وهكذا واكب المغرب تحركات الجيران قبل وأثناء وبعد الثورة وإلى غاية تشكيل أول حكومة جزائرية مستقلة.
في هذا السياق، أورد المحلل السياسي الجزائري نوفل ابراهيم الملي.. في كتابه “فرنسا والجزائر…خمسون عاما من القصص السرية” كيف كان عبد العزيز بوتفليقة يتحرك كمبعوث لبومدين بجواز سفر مغربي.. تحت اسم “ادريس بوخرطة”. وأكد السياسي الجزائري بأن بوتفليقة كان يعمل على جس نبض الرموز الخمسة في إقامتهم الجبرية (بن بلة، بيطاط، بوضياف، آيت أحمد وخيضر).. حول مدى قبولهم لتولي رئاسة الجمهورية وفق التوجه الذي رسمه بومدين والذي لم يكن له أي ذكر على الساحة الجزائرية.. وكان يبحث عن واجهة سياسية لها شرعية تاريخية أو ثورية وهو ما وجده في أحمد بن بلة.. بعدما رفض بوضياف عرض بومدين.
هو التاريخ إذا، الذي يأبى إلا أن يبقى شاهدا على دور المغرب في دعم الجيران.. وهو نفس الجوار الذي سينقلب على ولي نعمته مع أولى أيام الحكم.