تمغربيت:
في فن الاستراتيجية لا يجب أن تعطي أمرا عسكريا (أو سياسيا) لا يمكنك تحقيقه أو الالتزام به.. لأن ذلك ينقص من هيبة القائد ويُفقده احترام المرؤوسين.. غير أن هذا المبدأ لا يلتزم به من لا يمتلك استراتيجية أو بعد نظر.. إما لأنه لم يتشبع نظرية الدولة أو أنه يسعمل هذه الوعود للاستهلاك الداخلي والتمويه على بسطاء الخلق.
لقد بنى النظام العسكري الجزائري شرعية وجوده على افتعال أزمات خارجية والركوب عليها من أجل استدامة واقع “التهديد”.. وبالتالي استمرار حالة وضع اليد على العقل الباطن للشعب الجزائري والذي يخشى على أمنه أكثر من اشمئزازه من منظر الطوابير الذي يعيشه كل يوم.
وإذا كان المغرب هو تلك الفزاعة التي يرفعها النظام العسكري لإرهاب شعبه وتقديم المملكة على أنها مصدر جميع نكسات الجزائر.. فإنه يستغل القضية الفلسطينية لإضفاء شرعية مفتقدة تجعله يناور على الساحة العربية والدولية. ورغم أن الجزائر لم تقدم أية رؤية واضحة لحلحلة القضية (لأنها لا تدخل في أولوياتها) فإنها تعلم أن هناك فلسطينيين متاجرين بالقضية.. ومستعدين لتبييض صورة الجزائر مقابل ملايير الدولارات يسرقها الجنرالات من قوت الشعب الجزائري القابل لكل أنواع الاستعمار والاستغلال.
أمام هذا المعطى نجد أنفسنا نتقاطع، على مضض، مع ما قاله مالك بن نبي في حق الشعب الجزائري.. باعتباره شعب “قابل للاستعمار”، وأيضا ما قاله الوزير الجزائري السابق نور الدين بوكروح بأن نفس الشعب “قابل للذل”.. ولذلك لا تستغرب إذا رأيت صحافة الكابرانات تطبل لتبون حين قال “القضية الفلسطينة على حسابي”…