تمغربيت:
الحسن شلال
القصة تعود لسنة 2020 في سياق الصراع التركي الفرنسي المستمر والقديم/ الجديد، حول مذابح الأرمن (1915) في الحرب العالمية الأولى من طرف العثمانيين كما تزعم فرنسا والعكس كما تزعم تركيا. حيث تمت زيارة اردوغان للجزائر. فكانت مناسبة لاردوغان ومناسبة لنا ايضا لسماع قصة “الشهادا” في نسختها الجديدة version nouvelle.
فرصة أردوغان العثماني لتمريغ انف الجزائر كما فعلت فرنسا قبل أشهر، يتم من باب واحد وهو اللاتاريخ الجزائري واللا هوية الجزائرية واللا وجود لدولة او امة بالجزائر قبل 62 ..
*فكانت الهدية الرمزية المسمومة الأولى من اردوغان لتبون عبارة عن رسالة تاريخية لعبد القادر يا بوعلام عفوا الامير عبد القادر موجودة في ثنايا الارشيف العثماني بعث فيها الى السلطان العثماني آنذاك عبد المجيد الاول يهنؤه من خلالها اعتلائه عرش السلطنة بتاريخ : 14ديسمبر1841 يسرد له وقائع المقاومة من واقع وخلفية انتمائه للخلافة العثمانية بالقسطنطينية باعتبارها مظلة المسلمين قاطبة..
– فرسالة عبد القادر توضح للقاصي والداني أن عبد القادر ينتمي للخلافة العثمانية باعتباره مجرد مستنجد طامع في نظرة سيده السلطان العثماني بعين الرحمة.. والرسالة تفضح أيضا مسألة ما يطلق عليه الجزائريون بالخيانة لثورة عبد القادر .فإن تمت هذه الخيانة ضد عبد القادر، فالأولى الصاقها بالاتراك اذا، الذي ينتمي الى سلطنتهم و حكمهم ..
اذا اردوغان عبر هديته الملغومة، يرجع ذاكرة تبون والجزائريين الى تاريخ الجزائر باعتبارها ايالة تابعة لتركيا العظيمة ليس الا .
*اردوغان لم يكتف بهذا فقط وهو يسلمه دكتوراه فخرية .. بل يضيف ؛ ان تركيا تعتبر الجزائر زبونا ومصدرا للطاقة لها. وهي الحقيقة التي توصف بها الجزائر من طرف كثير من الدول ، اي مجرد خزان للمحروقات لاغير ..
*لينهي العثماني سلسلة اللكمات بإطلاقه رصاصة الرحمة على راسه .. فيضيف : ان الحزائر ظهرت للوجود كدولة مستقلة قبل 60 سنة اي سنة 1962 على المسرح الدولي.. وبالتالي يمحي تاريخ ما قبل 62 لهذه الجغرافيا المستباحة لكل من وصل اليها .. كما محاها من قبل شارل ديغول وماكرون وايريك زمور والمؤرخين الفرنسيين السنة الماضية ..
*وأخيرا العثماني ينهي كلامه الملغوم، بقوله ان مقاومة التحرير الجزائرية قدمت مئات الآلاف من الشهداء .. بمعنى لا وجود لا 5 ملايين و لا مليون ونصف مليون ولا 13 مليون سعيد عفوا شهيد.
والحق والحق يقال والشيء بالشيء يذكر.. فاردوغان يتكلم بمنطق الثقة فالوثيقة والأرشيف .. وبما ان تبون قبل سنتين لم يقدم ولا وثيقة واحدة لاردوغان على تصريحاته البوليوودية الهندية مما وضعه في موقف محرج يحسد عليه امام الأعداء الفرنسيين .. فلا بد ان يكون الرد العثماني قاسيا هكذا .
*اذا هي رصاصات اردوغانية عثمانية مباشرة صوب راس ايالة الجزائر بحجمها التاريخي الحقيقي (مجرد ايالة تابعة للعثمانيبن) .. فماذا عن فرنسا التي قلنا أعلاه انها هي ايضا تضع الجزائر في وضعها التاريخي الحقيقي بحجمها التاريخي كجغرافيا لاغير ، يحكمها من وصل اليها اولا ، دون وجود دولة ولا امة ولا تاريخ ولا هوية ؟ هذه عينات ومقتطفات من اقوالهم لم يستطع مسؤول ولا مؤرخ جزائري الرد عليها .. أضيفها عما جاد به علينا دكتورنا :
“ايريك زمور الفرنسي المرشح للرئاسة الفرنسية .. للصحافة الفرنسية ( انا اكره كلمة جزائري .. انا يهودي من مقاطعة الجزائر الفرنسية … فالجزائر لم تكن موجودة قبل مجيء الفرنسيين ) … يرد عليه الصحفي قائلا: لكن انا يهودي تونسي فيعقب عليه زمور : نعم هذا مقبول منك لأن تونس كانت موجودة قبل مجيء الفرنسيين خلاف جزائر الفرنسية” بوووووووووم !
” ماكرون يعتذر لرواندا عن مجازر 1994….
لا اعتذار للجزاير …
ماكرون ايضا يعتذر ويكرم ويخصص مبالغ مالية للحركيين الذين ساندوا الجيش الفرنسي وقتلوا الجزائريين من أجل دزاير فرنسية … وهو ما يريده اغلبية الشعب الدزايري حاليا بدون نفاق ولا لف ولا دوران …
نفس وسام التوشيح هو هو ما وشح به من قبل عبد القادر يا بوعلام عفوا الأمير عبد القادر
كما نعت ماكرون النظام الجزائري بالنظام العسكري السياسي الهرم الضعيف الذي اضعفه الحراك ..” بووووووم !
“مارين لوبين ( الجزائر لا تستحق الاحترام )
صمت مدقع لنظام العسكر الدزايري” بوووووم!
“ماكرون يذكر الدزايريين بالاستعمار التركي وأردوغان يرد بتذكير ماكرون بالاستعمار الفرنسي لدزاير”
الكل يتبرئ من العاهرة .. بوووووم!
*وما لنا وما لشهادات العثمانيين الجدد والفرنسيين الجدد ؟ وامامنا شهادة اول رئيس مؤقت للجزائر ؟ “فرحات عباس اول رئيس جزائري انقلب عليه بن بلا الذي انقلب عليه بومدين هو الاخر فيما بعد : “بحثت في القبور .. فلم أجد أثرا للأمة الجزائرية “
انها الوثائق .. ولا ثقة الا فالوثيقة .. تحية خاصة لدكتورنا عبد الحق الصنايبي.