تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي
لم يكن ليخطر على بال الموسيقار والفنان المغربي عبد الصادق شقارة، والذي ولد قبل 31 سنة من تأسيس الجزائر، أن يحاول حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام سرقة الأغنية التي اشتهر بها “يا بنت بلادي عجبوني عينيك”.
إعلام نظام الثكنات العسكرية، وبلا حشمة بلا حيا، يروج لهذه الأغنية على أنها من التراث الجزائري!!! وأي تراث لأمة لم تتشكل إلى الآن ولم يستوعب نظامها منطق الدولة الوطنية ولا أساليب الممارسة السياسية وأدبيات التعاقد الإجتماعي؟
إن التراث هو منتوج خالص لتراكم قرون من الممارسات السلوكية والعلاقاتية، ولا يكفي أن تأتي بطفل “مازال ما حاقش عليه الصيام” وتقول هذا تراث جزائري، فهذا أسلوب “مجرمي التراث” و”سارقو الحضارة والتاريخ”.
إن الخطير في الموضوع هو محاولة زرع أصول الجريمة وعقيدة السرقة في اللا شعور الجماعي للأطفال والشباب الجزائريين وهي الجريمة التي يُراد منها استدامة حالة الصدام والصراع بين الدولتين وهي العقيدة الإجرامية التي لا يمكن أن يجرأ على تنزيلها إلا من لم يبقى في قلبه ذرة إيمان ولا شعرة من إسلام والعياذ بالله.
وحتى اختيار “المسروقات” و”أداة الجريمة” كان غبيا، فأغنية يا بنت بلادي عجبوني عينيك يتغنى بها المغاربة منذ عقووووود، وإذا كانت من التراث الجزائري كما يدعي “سارقو التاريخ” فننتظر أن تخبرونا بصاحبها وكلماتها وألحانها قبل أن يتغى بها ابن المغرب القح عبد الصادق شقارة رحمه الله.