تمغربيت:
عندما يتعلق الأمر بتاريخ الدول فإن التحليل يكون بالوثائق والجدال يتم بالقرائن، أما التلاسن والتراشق فهو سلاح الضعيف الذي ليس له حظ من التاريخ أو الحضارة.
إن الجزائر، هذا الجار الذين يريد بنا شرا، لا يكتفي بإنكار غيابه عن تراكمات التاريخ كأمة وكدولة، بل يحاول أن يصدر هذا الفقر التاريخي والافتقار الحضاري من خلال التطاول على دولة كان يطلق عليها إلى زمن قريب لقب “الإمبراطورية الشريفة”.
أما عن الجارة الشرقية فنضع بين يدي قارئ “تمغربيت” شهادة خير الدين بارباروس والذي كان، إلى جانب أخيه عروج، أول من دخلا الجزائر سنة 1516م، بناءا على استغاثة السكان، ليتحول ذلك إلى استعمار مباشر دام زهاء 314 سنة. وهنا نجد خير الدين يقول في مذكراته ما نصه “قبل قدومنا (يقصد قبل 1516م) كانت عادة الأهالي عندما يرون الكفار يتفرقون كأسراب الطير في السماء. فمنذ أكثر من مئة سنة لم يكن في الجزائر دولة ولا حكومة” (ص 113).
في مقابل شهادة المستعمر التركي في حق “مدينة” الجزائر نجده يقول في حق المغرب ما نصه “في هذا الوقت كان سلطان المغرب يعتبر أكبر ملوك العرب في إفريقيا. كنت أعتقد بأنه ما لم يتم إخضاع سلطان المغرب فإنه من المستحيل بسط سيطرة الأتراك على إفريقيا”. (ص 95)
كان هذا مجرد غيض من فيض مما يتوفر عندنا من وثائق قادرة على تصنيف القامات وتقسيم الهامات حتى يعرف كلٌ قدره وتاريخ…إن وجد