تمغربيت:
رسالة وردت علينا من صديق الموقع ح. ح نوردها كما هي:
“منذ البارحة لم يفارقني وجه ذلك الشيخ الذي توفي في المخيمات. إنه يشبه أعمامي ووالدي. فأصولي القريبة خليط بين أولاد أبي السباع و الرقيبات و تركز.
أحلم ان نطوي ملف هذا النزاع. و أزور ارض الاجداد. ونلتقي على المحبة والاخلاص والصدق والتضامن و العهد الذي ورثناه عنهم. فالماضي بما فيه من خير و شر لن يعود. و ما علينا سوى التعايش مع جراحه للعيش في المستقبل. و سننسى مع الزمن. و المستقبل ليس لنا نحن من نتعارك و نتصارع اليوم. بل للأبناء و الأحفاد الذين لم يعيشوا حروبنا المؤلمة.
أتمنى ان تصل رسالتي للقوم في المخيمات. ليعلموا انه لا فرق بيننا و ان المغاربة هم ناس أصل وليس هناك من هم اطيب منهم. ففي وقت الشدة والمعاناة يكون المغربي عندهم مقدما قبل الآخرين. لان الدم يفرض نفسه علينا. و تاريخ التعايش المشترك ينتصر على نفوسنا. ونحن اهل قرآن و الأصل فينا الاحتكام الى كتاب الله و سنة رسوله، لا إلى السلاح…سلاحنا الدين والتوبة والاخوة والصدق. و التوبة ليست مذلة بل قمة الرقي و السمو بالنفس عن كل ما يشيبها.
مرت 50 عاما. فبماذا استفدتم؟. او بالاحرى بماذا استفدنا جميعا. غير أننا نتضرر على حد سواء. فنحن نستنزف، و أنتم وسيلة نستنزف بها. و لن يتوقف إضرارنا بأنفسنا إلا إن توقفنا عن العيش في الماضي. و فكرنا ان من سياتون بعدنا لهم زمانهم. و لا ينبغي ان نعكره عليهم بان نورثهم ماضينا السيء.
مفتاح الحل بأيديكم انتم إن رفضتم إستعمالكم كوسيلة للإضرار بانفسكم أولا ثم ثانيا و ثالثا و رابعا باستخدامكم للإضرار ببني عمومتكم و أهلكم و استنزاف مقدرات بلدكم الذي ستعودون إليه يوما..حتما. فما لكم سواه. و بالتاكيد لا تريدون ان تعودوا الى خراب، و قد خبرتموه طيلة ال 50 عاما الفائتة.
قوتكم و قوة اهلنا في الصحراء يجب ان تكون في تحقيق التنمية. و المغربي لا يعرف المستحيل عندما يتعلق الامر بالتشمير عن السواعد. و قد أصبح الكل يحسدهم و ليس عندهم بترول و لا غاز و لا ذهب.
و انتم منا و نحن منكم. و مواطنة مغربية مع خصوصية مضمونة دستوريا وقانونيا وقيمة كبيرة وسط المجتمع المغربي احسن من المغامرة 50 سنة اخرى في الخلاء الذي يعز علينا أنكم ما زلتم فيه.
و في هذه اليوم المبارك ادعو الله ان يجمع الشمل و يزرع المحبة في القلوب. و رحم الله ذلك الشيخ الوقور. و كافة موتانا و موتى المسلمين”.