تمغربيت:
بعد أن قطعت علاقاتها البرية والجوية والبحرية والدبلوماسية مع المغرب قبل سنوات.. وبعد خروج رئيس الدبلوماسية الفاشلة السيد أحمد “عطيطيف” قبل أمس، معترفا بشكل لبِقٍ ودبلوماسي للغاية.. بخطأ جسيم ارتكبته الجزائر بخصوص ردود أفعالها “الغير مسؤولة” إزاء ملف نزع الملكية للإقامات الدبلوماسية الجزائرية بالرباط (حيث عبر قائلا أن رد المغرب كان “لائقا” والموضوع انتهى).. وبعد فشل الخارجية الجزائرية جملة وتفصيلا مع جيرانها غربا وشرقا وجنوبا على المستوى السياسي والدبلوماسي..
بعد كل هذا، سارعت “لانجيري” إلى تغيير عدد من قناصلتها بالمغرب.. ويتعلق الأمر بمدينتي وجدة والدار البيضاء.. وكذلك بدول الساحل ودول إفريقية أخرى (تشاد وبوركينافاسو والنيجر ونيجيريا وأوغندا، وزامبيا وغانا وإثيوبيا)..
تغيير القنصلين بالمغرب جاء بعد فضيحة ملف نزع ملكية العقارات.. على الرغم من الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين منذ سنة 2020.. حيث تواصل القنصليتين مهامهما في خدمة رعايا البلدين المقيمين في المغرب أو الجزائر.
في الحالة المغربية.. يعتبر تغيير قنصلين في ظل قطع العلاقات الدبلوماسية منذ سنوات مؤشر على :
_ الاعتراف بالخطئ الجسيم الذي ارتكبته الدبلوماسية الفاشلة لبلاد هوووك وبالتالي أن المسؤولين في الجزائر لا دراية لهم بالقوانين الدولية واتفاقيات فيينا
_ أيضا مؤشر على وجود جالية جزائرية مهمة بالمغرب.. وهو ما لم يستوعبه بعد، الكائن البشري بالجزائر.. حيث يستقر ويتواجد عشرات الآلاف من الجزائريين بالمغرب، عكس القلة من الحرفيين المتواجدين بالجزائر ..
_ مؤشر ثالث تناوله بعض المختصين المغاربة مفاده أن بعض الأجنحة العسكرية في النظام الجزائري انتقدت جناح شنقريحة ومسار الجزائر في عهده.. خصوصا بعد قطعه للعلاقات مع المغرب، الأمر الذي عاد على الجزائر بالسلب.. وبالتالي يرى هذا الطرف أن الجزائر تبحث عن وساطة لتليين مواقفها مع المغرب على أمل إرجاع العلاقات الدبلوماسية إلى ما كانت عليه قبل 2020..
فهل يا ترى تقوم الجزائر حاليا، أو على الأقل أحد أجنحتها، بمراجعة شاملة وتشخيص كامل للخسارات الناجمة على قطع علاقاتها مع المغرب.. ومن ثم محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه ؟ كما سبق أن فعلت ألمانيا.. ثم إسبانيا.. ثم فرنسا؟
وهل يا ترى.. ما يقع لا يعدو أن يكون عبارة عن تعليمات فرنسية للجزائر قصد تليين مواقفها اتجاه المغرب والرجوع على الأقل لما كانت عليه العلاقات بين البلدين قبل 2020؟