تمغربيت:
مبدئيا، لا ينكر ما قدمه مدرب المنتخب الوطني وليد الركراكي للكرة المغربية إلا جاحد.. ولا يجادل في كفاءة هذا الإطار الوطني إلا مكابر. كيف لا وهو من بلغ مع المنتخب الوطني المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم.. وهو الإنجاز الذي لم يكن يحلم به أكثر المتفائلين وأكبر المحللين. وكذلك لا يمكن أن ننكر بأن هذا الرجل حول المنتخب الوطني إلى عائلة صغيرة هدفها الأول والأخير إعلاء الراية المغربية في المحافل القارية والدولية.. وإعطاء صورة رائعة عن اللاعب المغربي داخل الميدان وخارجه.
وقفة مع وليد الركراكي..
غير أن المتابع لمباريات المنتخب الوطني المغربي بعد كأس العالم يقف عند ملاحظات كثيرة.. لا تبشر بنتائج مستقبلية إيجابية لا على المستوى القاري ولا على المستوى الدولي.
في هذا الصدد، سجل الملاحظون للشأن الكروي المغربي رتابة في الأداء وعقم على مستوى صناعة اللعب.. وذلك بالرغم من الاستحواذ السلبي للكرة في بعض المباريات. كما سجلنا غياب النجاعة وغياب طريقة لعب (un style de jeu) يمكن أن تعكس هوية كروية للمنتخب المغربي. ويبدو أن الامر تطور إلى عجز كبير في الوصول إلى مرمى الخصوم رغم أننا نمتلك أرمادا من اللاعبين لا تتوفر لأي منتخب عربي أو إفريقي.
في هذا الصدد، أكدت مباراتي أنغولا وموريتانيا غياب تام للمسة المدرب.. وغياب الانسجام بين اللاعبين والخطوط وافتقاد المنتخب لاستراتيجية لعب وتكتيكات التحرك جعلتنا نعجز عن خلق فرص حقيقية أو حتى وهمية.. بل وعجزنا حتى على الوصول إلى مربع الخصم.. وذلك بالرغم من وجود نجوم من قيمة حكيم زياش، أشرف حكيمي، بن الصغير والوافد الجديد ونجم الميرينغي ابراهيم دياز.
وإذا كانت كأس العالم الأخيرة قد أثبتت نجاعة الخطة الدفاعية لوليد الركراكي.. وقدرة المنتخب على التحرك على الخطوط الداخلية (وهي استراتيجية دفاعية مهمة جدا نظّر لها أنطوان هنري دي جوميني).. فإن الناخب الوطني افتقد للإبداع على المستوى الهجومي، وعدم القدرة على اختراق خطوط منتخبات تعتبر “متوسطة” حتى لا نقول ضعيفة، أو على الأقل ليست في قيمة المنتخب الوطني المغربي.
ولعل الغريب في الأمر أن وليد الركراكي سبق له وأن غير طريقة لعبه في المونديال أمام منتخب فرنسا.. ليس لقناعة شخصية وإنما تحت ضغط الصحافة الوطنية، كما صرح بذلك، وهو ما يقطع بأن الناخب الوطني غير مقتنع حتى بالتكتيكات التي تم تبنيها في بعض المباريات.
أمام هذه المعطيات، والتي تدخل في خانة الاجتهاد الشخصي لا غير، يحق لنا أن نتساءل حول قدرة وليد الركراكي، بهكذا أداء باهت.. وأسلوب عقيم، على تحقيق حلم المغاربة في الفوز بكأس إفريقيا المقبلة التي سننظمها في الديار.. والوصول إلى كأس العالم 2026م، وتحقيق إنجاز يقترب، على الأقل، من إنجاز أسود الأطلس في مونديال قطر 2022؟.. أم أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في حاجة إلى التفكير جديا في جلب إطار فني يمكن أن يتعامل بنجاعة أكبر مع عناصر وطنية تعتبر، ربما، الأفضل في تاريخ كرة القدم الوطنية.