تمغربيت:
عندما يتحدث فقراء التاريخ والطارئون على الجغرافيا على التاريخ فانتظر منهم العجب العجاب.. خاصة إذا ما تناولوا تاريخ الإمبراطورية الشريفة وحضارتها وتراثها، حيث يأتون بالعجائب والغرائب. ولعل الغريب والمستغرب أن هذه الأبحاث تكون تحت إشراف وتأطير دكاترة.. وتمنح الشهادات من طرف وزارة التعليم العالي الجزائرية.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العي العظيم.
في هذا الصدد، تناولت رسالة ماجيستير في الجزائر موضوع “الاقتصاد في المغرب الأقصى في عهد الموحدين”.. حيث تناولت إحدى فقرات الرسالة موضوع “صناعة الورق“، وأفاضت في سرد إبداع اليد المغربية في هذه الصناعة التي كانت منشرة في المغرب.
غير أن المضحك المبكي وكارثة البحث العلمي، هو عندما أشار الباحث إلى دور المرأة المغربية في صناعة ورق الكتاب على عهد الإمبراطورية الموحدية الشريفة.. حيث أتى بالعجب العجاب فقال “وقد شاركت السيدات، خاصة في فاس، مشاركة فعالة في صناعة الورق، واشتهرت بصناعة أوراق البسطيلة.. والتي تدل على المهارة في صناعة الورق”.
لقد ظن الباحث المسكين بأن أوراق البسطيلة تستعمل في الكتابة والتدوين.. وهو ما يؤكد على جهل عميق بأبسط محددات التاريخ والحضارة والسلوك والتعبيرات عند القوم في الجوار. فكيف لهؤلاء أن يدعوا أن لهم تاريخ أو حضارة؟ وكيف يتطاولون على تاريخ الإمبراطورية الشريفة وهي التي سبقتهم إلى مجال الحضارة والتراث بسنوات ضوئية.. ولله في خلقه شؤون.