تمغربيت:
نكتشف يوما بعد يوم بأن الدولة المغربية لم تتعامل، تاريخيا، مع مسألة الحدود بتلك البراغماتية التي ميزت تعامل الدول مع مثل هاته القضايا الحيوية. وهو ما انعكس على خريطة المملكة وفتح علينا مشاكل لازلنا نعيش على وطأتها، خاصة مع وجود كيان في الجوار.. يمتلك من القابلية للذل والعمالة والخيانة ما جعل منه أداة وظيفية في يد المستعمر السابق.
في هذا الصدد، أكد المؤرخ الفرنسي برنار لوغان بأن تواجد دولة اسمها المغرب قد سبق تواجد فرنسا نفسها بأزيد من قرن من الزمان.. مؤكدا بأن مناطق شاسعة تديرها الآن الجزائر كانت تاريخيا مناطق مغربية.
وأشار برنار لوغان إلى أن المغاربة ارتكبوا خطأ تاريخيا عندما تعاملوا “بنخوة وأناقة” مع مطلب دوغول.. والذي قرر مغادرة الجزائر وحل مشكلة الحدود مع سلطان المغرب محمد الخامس.. هذا الأخير اعتبر بأن حل مشكلة الحدود مع المستعمر سيكون بمقابة طعنة في ظهر “الإخوة الجزائريين”.. وبأن مشكلة الحدود سوف تحل بعد استقلال الجزائر.
ولم يكن السلطان محمد الخامس على علم بأنه يجاور أخبث نظام سيخلق على الساحة الدولية.. وأحد أحط الأنظمة التي ابتليت بها المنطقة. ولو كان المغفور له بإذن الله بيننا الآن لربما فكر ألف مرة ولقرر حل المشكلة مع من اقتطعوا منا ترابنا (فرنسا).. وليس مع نظام لا أصل له ولا انتماء وإنما جاء في غفلة من الزمان ليتربع على بقعة أرضية.. تشكلت أغلبها من أراضي بلدان الجوار.
ولكن من شأن الأمور أن تعود إلى نصابها ولو بعد حين..