تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. تاريخ مجيد سطره رجال ونساء كتبوه بمداد من الفخر والاعتزاز.. المغرب أرض الشرفاء حكمها ملوك وسلاطين عظام، فيجب إعطاء تلك الهالة والقيمة التي يستحقها.
ولا يفوتنا التنويه بمجهودات موقع “تمغربيت”.. على إلقاءه الضوء على تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة، وخلق محتوى راق يستفيد منه المجتمع.. فالإعلام هو قائد المجتمع إلى بر المعرفة والأمان.. وهو الذي يضيء الطريق في زمن التفاهة و”البوز”.
وأنا أقرأ بعضا من طقوس الراقية والمهيبة.. للسلطان المغربي المنصور الذهبي في المولد النبوي الشريف.. وأجواء ليلة إحياء هذه الليلة والمباركة.. وجدتها لا تختلف عن طقوس الشرفاء العلويين.. بجميع تفاصيلها من اللباس إلى البخور إلى قراءة القرآن بالطريقة المغربية الأندلسية.. وهو ما يقطع باستمرار الدولة السياسي والحضاري والتراثي.
ومما جاء في كتاب.. “مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا” لمؤرخ السعديين عبد العزيز الفشتالي “ص307”.. “حتى إذا كانت ليلة الميلاد الكريم وقد أخذت الأهبة وتم الاستعداد وتناهى الاحتفال، وتلاحقت الوفود من مشايخ الذكر والإنشاد وحضر وقت زفاف العاري من رياض الشموع إلى الأبواب العلية الشريفة.. وحضرت الآلة الملوكية، والأفلاك المؤلفة من الأخشاب لحمل جذوعها أولوا الطرق من المحترفين يحمل خدور العرائس عند الرفاف يتقدمهم عريف الأشغال بالباب العلي مصلحا لشان أفلاكها ومعدلا لسيرها… وبرزت جذوع الشموع كالعذارى يرفلن في حلل الحسن والفخامة والجلال”.
ولا يخفى أن كل هذه طقوس المهيبة.. بالنسبة للمنصور الذهبي.. هي تقاليد لأن هناك من يقول أن بداية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كان على العهد الموحدي.. ولكن ما لفت انتباهي هي كلمة “لحمل جذوعها أولوا الطرق من المحترفين يحمل خدور العرائس عند الرفاف”.. وهنا إشارة واضحة “للعمارية المغربية” في القرن 16م.. فهذا يدفعنا لطرح عدة أسئلة.. ولماذا كل هذا التعتيم عن تاريخنا المجيد وتقاليدنا الأصيلة؟
وتماشيا مع ما سبق ذكره نستنتج أن المملكة الشريفة هي الأصل في كل شيء وباقي شمال إفريقيا بما فيها الأندلس هما الفرع.. وأننا أمة صنعت وجودها بنفسها واختارت ملوكها عبر علمائها، وفرضت وجودها بين أعظم امبراطوريات في التاريخ.. فظل المغرب شامخاً عتيداً بين الأمم.