تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة نتناولها مع متابعي موقع “تمغربيت”.. وكنا قد تطرقنا في مقالاتنا السابقة إلى دور سلاطين المغرب في بلاد الأندلس، منذ فتحها على يد طارق بن زياد إلى توحيدها وضمها للمملكة الشريفة على عهد المرابطين والموحدين إلى سقوطها بسبب خيانات بنو الأحمر.
لقد سرت دماء الخيانة في عروق ملوك الطوائف.. فقد دفعهم خوفهم على ملكهم إلى دفع الجزية في أغلب فترات حكمهم، ووقفوا على قدميهم للخدمة في ديوان القشتالي.. فقد فضلوا ملوك الطوائف أن يكونوا خدما عند غزاتهم على أن يكونوا جنودا لشعوبهم.
في هذا السياق، وبعد أن عبَرَ أمير المسلمين يوسف بن تاشفين إلى الأندلس مستجيباً لرسالة الاستنجاد التي بعث بها المعتمد بن عباد ملك إشبيلية، استطاع هزيمة القشتاليين في معركة الزلاقة الخالدة ثم عاد مسرعاً إلى المغرب لسببين: أولا علمه بموت ولي عهده الأمير أبي بكر بن عمر بسبتة.. وكذلك هجوم بنو حماد على المغرب مستعينين بقبائل بنو هلال.. راسله يوسف بن تاشفين يوبخه فيها في رسالة طويلة نأخذ مقتطف منها “بذؤبان العرب وصعاليكهم من مبتعد ومقترب” (1)
وتتمة لما قلناه فلولا هجوم بني حماد على المغرب للاحق أمير المسلمين يوسف بن تاشفين ألفونسو السادس وقتله واستأصل جذورهم من هناك.. فقد كانت الخيانات تحيط بالإمبراطورية المغربية الشريفة منذ القدم.. حتى في دفاعنا عن قضايا الأمة الإسلامية.
وتجدر الإشارة إلى أن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين عاود الرجوع للأندلس للقضاء على ملوك الطوائف وتوحيد الأندلس تحت لواءه الناصر لدين الله، ومن هنا نقول أن من بين الملوك الذي نفاهم يوسف بن تاشفين لمراكش هو عبدالله بن زيري والي غرناطة التي كانت تابعة آنذاك للدولة الزيرية بإفريقية.. مراعيا بذلك لقبيلته الصنهاجية.. فاكتفى بعزله بآغمات. وهكذا كان مصير الأمير زيري والي غرناطة التابعة للدولة الزيرية بتونس.. الذي تمت خنشلتها من طرف “دومير” فنسبها لما يسمى الآن بالجزائر.