تمغربيت:
20 دجنبر 1777، وقبل حتى ميلاد الدستور الأمريكي، سمح السلطان سيدي محمد بن عبد الله.. للبواخر الأمريكية بالرسو في كل الموانئ المغربية.. وكان هذا بمثابة اعتراف الإمبراطورية الشريفة بالسيادة للولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة بريطانيا العظمى.. وبهذا أعطى السلطان العلوي، لكل السفن التي تبحر تحت العلم الأمريكي حق الوصول إلى الموانئ المغربية بكل حرية..
حصل هذا قبل توقيع معاهدة الصداقة المغربية الأمريكية التي وقعت من طرف السلطان المغربي محمد بن عبد الله، والرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية توماس جفرسون سنة 1786.
ففي هذا التاريخ، أصدر السلطان المغربي سيدي محمد بن عبد الله منشوره الذي يسمح بموجبه للبواخر الأمريكية بالرسو في كل الموانئ المغربية، عارضا عليها الحماية والتجارة مع المغرب.
قرار بقدر ما كان مفاجئا، فإنه كان جريئا أيضا؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت في ذلك الوقت تخوض حرب الاستقلال ضد بريطانيا.. ولم تحظى بالاعتراف الرسمي من أية دولة أوروبية. فكانت المملكة الشريفة بهذا، أول دولة في العالم تعترف بالولايات المتحدة كدولة مستقلة وذات سيادة، وتقيم معها علاقات دبلوماسية وتجارية.
هذا الحدث يعكس الرؤية الاستراتيجية والتسامح الديني للسلطان المغربي، الذي كان يريد تعزيز موقع المغرب كقوة إقليمية ودولية، وتوسيع نطاق تجارته مع العالم الجديد. كما يدل على الاحترام والتقدير الذي كان يكنه المغرب لنضال الشعب الأمريكي من أجل الحرية والاستقلال والوحدة. وقد استجاب الجانب الأمريكي.. لهذه المبادرة المغربية بالشكر والتقدير.. وسعى لتوطيد العلاقات مع المغرب، وتوقيع معاهدة الصداقة والسلام في عام 1786، وهي أقدم معاهدة ما زالت سارية المفعول بين.. الولايات المتحدة وأي دولة أخرى.
في هذا التاريخ كانت جغرافيا شرق الجدار ما تزال تحت حكم القراصنة الأتراك.. ولم تستلمها فرنسا بعد.. في هذا التاريخ، كان المغرب يمثل إمبراطورية تعترف بالسيادة لأقوى دولة حاليا..