تمغربيت:
صفحة مشرقة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. تحكي عن دور المملكة اتجاه المسلمين باعتبارها خلافة إسلامية في الغرب الإسلامي.. وكنا قد رأينا في مقالات سابقة عن دور المملكة الشريفة في الأندلس وأن المغرب كان الحامي الوحيد لهذا البقعة المغربية.. وتطرقنا أيضا لمبايعة أهل مكة للسلطان المريني ثم دور المغرب في رد العدوان البرتغالي على ميناء جدة.. ودفاع المغاربة عن القدس في معركة حطين.. وغيرها الكثير الكثير التي سنتطرق لها في مقالاتنا القادمة بإذن الله.
في هذا السياق، لعبت الإمبراطورية المغربية الشريفة دور مهم ومحوري في جل قضايا الأمة الإسلامية وسنتطرق هنا لبطل من أبطال المغرب ألا وهو الرايس ابراهيم التازي.. قائد عسكري قدم إلى مصر بعدما استنجد سلطان مصر أشرف شعبان بن الحسين بالسلطان المغربي أبي فارس عبد العزيز المريني من أجل رد هجمات ملك قبرص المتكررة على مدينة الإسكندرية بمصر.. فبعث هذا الأخير وكعادة أخلاق سلاطين المغرب أسطولا على رأسه الرايس ابراهيم التازي.
وصول البطل رايس إبراهيم التازي إلى ميناء الإسكندرية
وتتمة لما قلناه ونقلاً عن مخطوطة مصرية نجدها تصف لحظة قدوم هذا البطل المغربي لميناء الاسكندرية فتقول “قدم الرايس ابراهيم التازي من جزر الفرنج إلى الاسكندرية بأسارى النصارى.. والغرابان موسوقان بالغنائم.. فارتجت الاسكندرية لقدومه وماجت بأهلها ساعة وروده فخرج أهلها منها إلى موضع منارتها.. وأما الترك القائمون بالإسكندرية لحراستها فإنهم اصطفوا بطول الساحل على ظهور خيولهم ناظرين للغرابين القادمين، وقد ارتفعت عليهما أعلام السلطان بينما كانت أعلام النصارى منكسة في البحر عائمة يجذف برؤوسها في البحر يميناً ويساراً والمسلمون بالساحل يضجون بالتكبير للعلي القدير.. ولم تبقى مخدّرة إلا خرجت من خدرها ولا مصونة إلا برزت من كنِّها لينظرن إلى النصارى الأسارى، وكان وصول التازي إلى الميناء ضحى نهار دعي له الصغار والكبار وزغردت له الأحرار والجوار..” (1)
فلم يتوانى سلاطين المغرب في الإسراع لنجدة المسلمين أينما كانوا.. فرغم كيد الحساد ومن كانوا حطب التاريخ ورماد الحاضر على جهودهم المدمومة في تزييف الحقائق.. إلا أن التاريخ يبقى شاهداً أن لنا أيادي بيضاء في قضايا الأمة الإسلامية وتبقى الإمبراطورية المغربية الشريفة شامخة.. فهذا تاريخنا فأين تاريخكم؟؟.. ولا غالب إلاّ الله.