تمغربيت:
وكأن الحرب على غزة، جاءت لتنقذ ما يمكن إنقاذه، من بقايا تيارات الإسلام السياسي (مخطط إخواني)، واليسار الراديكالي، والقومي أيضا.. التي صعدت بفضل ما سمي آنذاك “بالربيع العربي”، توارت إلى الوراء وتراجعت بشكل كبير بعد معاقبة الشعوب العربية لها فيما بعد.. عقابا على فشلها في تدبير الحكومات التي سيطروا عليها بعد 2011..
جاءت حرب ما بعد عملية 7 أكتوبر، وتضامن الشعوب مع الفلسطينيين عبر احتجاجات مليونية، لتركب عليها (القضية الفلسطينية) هذه التيارات من جديد في 2023 كما حصل عام 2011 ..
لكن الأمر لن يقف الأمر هنا.. بل تجاوزها لمحاسبة ومحاكمة بعض الأنظمة العربية “الملكية تحديدا” إضافة إلى مصر.. بداية بالدعوة لتحريم التطبيع وضرورة التراجع عنه نهائيا، كما حدث في المغرب والأردن ومصر.. ثم بالتهجم على مؤسسة القصر من خلال “صهينة” مستشار الملك الصويري المغربي اليهودي أندري أزولاي.. وكذا الدعوة لإلغاء الملكية كما يحدث في الأردن..
تظاهرات من أجل فلسطين .. (المفروض فيها مساندة الفلسطينيين والتنديد بالهمجية الإسرائيلية فقط).. يتبين أنها (بالنسبة للإسلاميين الخوانجة المشرقيين إيديولوجيا، واليسار الراديكالي الذي لا يمثل شيئا مذكورا على الساحة، والقوميين الذين مات لهم الحوت) عبارة عن مجرد جسور لتصفية حسابات مع أحزاب منافسة، ثم مع الأنظمة عموما والملكية منها تحديدا.. فأين نصرة فلسطين من هذا كله؟ وأين تركيا وأردوغان من هذا كله؟
أوَ لا يرون السلاح التركي، الذي يستعمله الجيش الإسرائيلي، أم أصاب أعينهم العمى؟ أوَ لا يعرفون بأن السلاح التركي مازال يتدفق على إسرائيل حاليا تزامنا مع هذه الحرب؟.. أم أنهم لا يطالبون تركيا بإيقاف التطبيع وهي أقدم مطبعة مع إسرائيل، أم أن الأمر يتعلق بتركيا “العلمانية” قديما قبل مجيء أردوغان والعدالة والتنمية التركي ؟
أوَ ليسوا مطلعين على الأرقام الخاصة بالتبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل.. التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق: أي إلى 7.7 مليار دولار.. وهو ما يجعل من تركيا رابع شريك اقتصادي لإسرائيل؟ أم أن هناك مخطط إخواني خبيث يستهدف أنظمة بعينها في استغلال مشين للقضية الفلسطينية دون تركيا وأردوغان؟