تمغربيت:
لم يعد الحديث في إسرائيل والغرب عن الحرب الحالية على غزة فقط.. وما تورطت فيه حماس بإيعاز من إيران، وفق أجندتها الخاصة إقليميا، والتي لا علاقة لها بفلسطين ولا تحرير القدس.. بل بإيقاف المشروع السعودي الأمريكي الإسرائيلي.. الذي بإمكانه التأثير في اتجاه إعادة مفاوضات السلام مجددا، وتمكين السعودية من التكنولوجيا النووية.. وتوقيع تحالف دفاعي عسكري استراتيجي سعودي أمريكي فضلا على تزويد السعودية.. بآخر التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية.. وهي أمور ترعب إيران بجد..
بل الحديث كله منصب حاليا على “ما بعد حماس”؛ أي أن حماس من الناحية السياسية والعسكرية، لن يكون لها وجود وتواجد بغزة أبدا.. فالغرب اقتنع بما يكفي من صور ومشاهد لقتل وأسر مدنيين إسرائيليين، كما اقتنع أن حماس تجاوزت حدود ما هو فلسطيني محلي إلى ما هو إقليمي تابع وظيفيا لأذرع إيران في المنطقة.. وبالتالي لا يمكن أن يسمح (الغرب وإسرائيل).. بتواجد إيراني في فلسطين كما هو الحال في البلاد العربية السنية، فهذا الأمر الأخير كان دائما مسموحا به.. بل مرغوبا فيه لأنه ينمي الصراع العربي الفارسي والسني الشيعي..
إسرائيل والغرب.. سيناريوهات ما بعد حرب غزة
في هذا السياق، تعددت الأصوات داخل إسرائيل والغرب عموما، حول “ما بعد حماس” ومن سيحكم غزة، وكيف ستكون طبيعة السلطة في غزة بعد انتهاء الحرب.. فهناك من يتكلم عن احتلال من جديد لغزة أو جزء منها من طرف إسرائيل.. وهناك من يتكلم عن إشراف مدني وعسكري أممي من قوات حفظ السلام على غزة.. وهناك أيضا من يريد أن يرجع بغزة زمن حكم السلطة الفلسطينية لها، قبل انقلاب حماس عليها وعلى حركة فتح عسكريا والسيطرة عليها في ما بعد عسكريا ومدنيا..
إعادة حكومة تابعة للسلطة الفلسطينية كما كان الحال من قبل مجيء وانقلاب حماس، يعززه القول بأن السلطة في رام الله ملتزمة بشراكة مع إسرائيل تجاريا وأمنيا ومخابراتيا ووو وبالتالي لا خوف على إسرائيل من اعتداءات من الحدود مع غزة كما هو الحال في الحدود مع الضفة الغربية.
وهذا المنحى عبر عنه بايدن أول أمس السبت، في مقال نشرته “الواشنطن بوسط” حيث كتب.. “في وقت نسعى إلى السلام.. ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل بنية حكم واحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة.. فيما نعمل جميعا نحو حل يقوم على مبدأ الدولتين”.
بايدن إذا يدعو إلى توحيد السلطة في كل من الضفة الغربية وغزة، كحل لما بعد حماس وما بعد الحرب على غزة، تحت سلطة واحدة مؤسسة على بنية حكم واحدة.. مع النظر في الحل الاستراتيجي الأسمى القائم على مبدأ حل الدولتين الذي سيرسي سلاما تاما في ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين ..