تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
للأمانة أنا واحد ممن قرؤوا مثل هذه الرسالة منذ زمن، لم أعِرها اهتماما كبيرا وقتَها، إلا أني تذكرتها اليوم في حرب غزة.. بعدما انفضحت أمام العالم شعارات الشعب الجزائري ونظام العسكر الجزائري المتواطئ مع إسرائيل (تزويده بالغاز منذ 2014 وحظره للتظاهر من أجل فلسطين منذ سنين).. في تناقض تام مع ما هو موجود على المواقع والمنصات الافتراضية..
هذه القصة رواها خالد نزار بنفسه.. هو الذي يتابعه القضاء السويسري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال حقبة العشرية السوداء .. وبالتالي أسردها الآن.. للعبرة وأخذ الدروس منها.. وأخيرا لإثبات ما أثبتته الحرب على غزة.
لقد أثبتت حرب غزة بما لا يدع مجالا للشك، أن النظام الجزائري عميل لإسرائيل، يزودها بالغاز منذ (2014).. ويزودها الآن في عز قصف غزة وأهلها بشكل هستيري.. بينما يرسل رسائل النضال الزائف والشعارات الفارغة للاستهلاك المحلي.. كما أثبتت حرب غزة بما لا يدع مجالا للشك أننا أمام شعب “متخاذل” لا يستطيع الخروج لنصرة غزة إلا وراء الهواتف الذكية والحواسيب فقط وفقط..
القصة تقول :
في العام 1992 سمع الرئيس الجزائري، المغدور به، محمد بوضياف رحمه الله.. أصوات وضجيج ينبعث من أحد شوارع الجزائر العاصمة، فسأل: ماذا يجري ؟ أجابه رئيس الوزراء آنذاك أحمد غزالي قائلا : “هناك مظاهرة لجزائريين يطالبون فيها بفتح الحدود لتحرير فلسطين” !
وضع الرئيس يده فورا على الهاتف واتصل بخالد نزار رئيس الأركان و وزير الدفاع آنذاك، وأمره بإحضار شاحنات عسكرية لنقل جميع المتظاهرين إلى فلسطين للقتال والجهاد والاستشهاد من أجل تحريرها..
وحين وصلت الشاحنات، طلب العسكر من المتظاهرين، الصعود للذهاب إلى فلسطين من أجل التحرير.. لكن في الحال والحين.. أطلق “الأحرار” جميعا سيقانهم للريح ولم يبقى في موقع الاحتجاج متظاهر واحد..
ما أشبه الأمس باليوم.. عويل وصراخ مرتفع.. لكن لا شيء ولا مؤشر يدل على الجدية والصدق في نصرة فلسطين.. فقد انفضح شعار “زالمة أو مزلومة” أمام العرب والفلسطينيين.. وظهر النظام الجزائري والشعب الجزائري هو أيضا بمظهر الجبناء المتاجرين بدماء الفلسطينيين لا غير.. فحرب غزة عرت على جبن ونفاق النظام والشعب الجزائري في نفس الوقت..